إسرائيل ستدعم مجموعات وتسلّحها للرد على «أنصار الله» من داخل اليمن
وفي المقابل، يبدو أن من أوراق الضغط التي يجري تفعيلها، تسخين بعض الجبهات في الجنوب في محاولة لإشغال صنعاء عن مهمة نصرة فلسطين. وفي هذا السياق، كشف موقع «I24 news» الإسرائيلي أنّ إسرائيل سوف تقوم بدعم مجموعات في اليمن وتسليحها، فيما تستمرّ واشنطن في الضغط الاقتصادي على صنعاء بواسطة وكلائها المحليين، وهذا ما تمثَّل آخر وجوهه في إصدار البنك المركزي في عدن قراراً بنقل المقرّات الرئيسية للبنوك من صنعاء إلى عدن. هكذا، وحين تقلّب واشنطن الأوراق المتاحة لديها، ولا تجد ضالتها، فإنها تلجأ إلى نسخة طبق الأصل من الأساليب السعودية - الإماراتية الفاشلة. كذلك، وبحسب ما نقلته صحيفة «بوليتكو» الأميركية عن «مصادر استخباراتية» غربية، فإن الرهان الآن يبقى على تغيير في موقف الصين، التي اعتبرتها تلك المصادر أكبر المتضرّرين من المواجهات في البحر الأحمر، كونها المشتري الأكبر للنفط من المنطقة، وتمرّ سفنها بشكل يومي عبر البحر الأحمر والبحر العربي. وأشارت المصادر إلى أن التعويل على تغيير موقف بكين من الوضع في البحر الأحمر ينطلق من الاستهدافات المتكررة لسفنها، والتي كان آخرها «هونغ بو» الشهر الماضي، رغم اعترافها بأن السفينة أصلاً مسجّلة في بنما. غير أن الصحيفة ذاتها تستبعد إمكانية أي تغيير في الموقف الصيني، عازيةً هذا إلى أن «أنصار الله» أعطوا وعوداً للصينيين بعدم مهاجمة سفنهم، فضلاً عن أن بكين ليست مضطرّة إلى الغرق في معركة هدفها حماية إسرائيل.
أما خيار الغزو البرّي، فهو مستبعد كلياً، بسبب توقّع نتائجه العسكرية الكارثية على الجيش الأميركي، فضلاً عن أنه يهدّد الإدارة الأميركية بمأزق جيوسياسي، وقد يؤدي إلى حرب شاملة تسعى واشنطن حتى الآن إلى تحاشيها. ويذكّر الباحثون وكبار الكتاب في كبريات الصحف الأميركية، الإدارة بخطورة الانجرار إلى حرب في اليمن، مستشهدين بقراءات تاريخية تفيد بأن هذا البلد نجح مراراً وتكراراً في صدّ المعتدين رغم قوتهم. وكمثال على ما تقدّم، أوردت «واشنطن بوست» رواية عن روما القديمة التي كانت لا تُقهر ولكنها لم تستطع إخضاع اليمن. ونقلت عن المؤرخ كاسيوس ديو القول إن المعارك والمجاعات أدت إلى مقتل معظم أفراد الحملة المؤلفة من فيلَقين رومانيين بلغ عديدهما 10 آلاف مقاتل برفقة 80 سفينة حربية و 130 سفينة نقل في مياه البحر الأحمر. وبعد ذلك، لم تتجرّأ الإمبراطورية الرومانية التي غزت معظم أنحاء العالم المعروف آنذاك، على إعادة الكرّة في اليمن. أيضاً، ذكّر كتاب «يمنيون» بأن المملكة المتحدة استعمرت المحافظات الجنوبية قرابة 129 عاماً، واستطاع اليمينون طردها عام 1967.