طارق الغصين ــ من سلسلة «بورتريهات ذاتية» (2010)
وكانت إدارة النادي قد سارعت بعد مرور ثلاثة أيام فقط على هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 إلى إصدار بيان أدانت فيه الهجوم الفدائي الفلسطيني وركّزت على استهداف من أسمتهم بـ «المسلحين» لـ «مهرجان موسيقيّ». ولاحقاً، قامت المديرة التنفيذية سوزان نوسيل ورئيسة النادي جينيفر فيني بويلان، بزيارة لا يمكن تبريرها إلى الكيان العبري، حيث التقيتا بكتّاب إسرائيليين وفلسطينيين وممثلين عن منظمات حقوقية.
وعادة ما يستقطب مهرجان «أصوات القلم العالمي»، المقرر أن ينعقد في أيار (مايو) المقبل بين نيويورك ولوس أنجلوس، مئات المؤلفين الأميركيين ومن مختلف أرجاء العالم. وكان قد أُطلق كمنصة حوار بين الكتاب والمثقفين في مواجهة الانعزالية وكراهية الأجانب التي تفشت في الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وفي الدورات السابقة، عقد المهرجان حلقات نقاش شارك فيها مثقفون كبار قدموا مداخلات حول قضايا مهمّة مثل عنف السلطة، والاضطرابات السياسية، والمقاومة، والنوع الاجتماعي، والتهديدات للخصوصية، وحرية التعبير، إلى جانب إقامة دورة طارئة استثنائيّة من المهرجان في عام 2022 لدعم أوكرانيا وما أسماه بـ «حماية حرية التعبير في أوقات الحرب».
ويبدو أن هذا التمرد المشرّع على المزيد من الانشقاقات، سيطيح بدورة المهرجان هذا العام، ولا سيما أنّه يأتي بعد سلسلة من الاستقالات التي تقدّم بها موظفون بارزون ورسائل احتجاج متكرّرة بعثت بها الكوادر التي تدير عمليات «نادي القلم الأميركي». من جهتها، اعترفت إدارة «القلم الأميركي» بأنّ المهرجان يواجه أزمة محورها غزّة، وقال متحدث باسمها إنّ «الجدول الزمني لدورة هذا العام لم ينجز بعد»، مشيراً إلى عدم امتلاكه تفاصيل حول الصيغة التي ستتبناها إدارة الحدث في ظل الحرب الإسرائيلية على القطاع، والاستقطاب الحاد الذي يشهده عالم الثقافة والآداب بشأن المواقف منها.