رشيد الخديري

يسعى الشاعر والناقد المغربي رشيد الخديري في كتابه «النقد الثقافي: بحث في الجذور والمرجعيات النظرية» (دار خطوط ــ الأردن)، إلى استكشاف متغيّرات النقد في ضوء الرؤى الثقافية والنظريات الحديثة، خصوصاً أنّ النقد الثقافي يُعدّ من أهم الظواهر التي رافقت حقبة ما بعد الحداثة في مجال الأدب والنقد. تأتي أهمية هذه الدراسة من تفاعلها مع تشعّبات النقد العربي، وتسعى إلى إيجاد توازن بين المناهج والمدارس النقدية المتنوعة، بهدف تشكيل رؤيا شاملة ومتكاملة تعكس جوهر النقد العربي وتُبرز خصائصه الفريدة. ويهدف الكتاب إلى تحفيز الحوار المعرفي والنقدي، وتسهيل فهم الأعمال الأدبية وغير الأدبية عبر التركيز على دور النقد الثقافي، والكشف عن الأنساق الثقافية المضمرة ودراستها في سياقها الاجتماعي والسياسي والتاريخي.

مازن معروف


يلجأ الكاتب والشاعر الفلسطيني مازن معروف في نوفيلا «لعنة صبي كرات الطين» (دار هاشيت أنطوان/نوفل) إلى الخيال العلمي لمحاكاة المأساة الفلسطينية. تجري الأحداث في المستقبل حيث نتعرف إلى آخر أطفال «فلاسطا» الأحياء على وجه الأرض، الذي كان يحلم في أن يصبح روبوتاً متناهي الصغر، ولكن ينتهي به الأمر في صندوق زجاجيّ، يجول على الكيبوتزات الإسرائيليّة. في هذا المستقبل الغريب بات الفلسطينيون يسمّون الفلاسطة، كإجراء إسرائيليّ آخر لطمس تاريخهم ومحوه ثُمّ ترحيلهم من تل أبيب وحيفا وعكّا والجليل إلى الجنوب وطردهم من مستوطنات بئر السبع. تتسارع الأحداث ويقوم الإسرائيليون عام 2037 بإطلاق قذيفة بيولوجية تستطيع مطاردة الفلاسطة أينما وُجدوا. لكن ثمّة طفل وحيد استطاع النجاة، بمناعة هائلة يستمدّها من أجساد الفلسطينيين المقتولين.

عبد الإله بن عرفة


يمضي الأديب والشاعر المغربي عبد الإله ابن عرفة في روايته «لا فتى إلا علي» (دار الآداب) في مشروعه العرفانيّ الفكري والإبداعي إلى القرن الأوَّل للهجرة، عبر بناء روائيٍّ جديدٍ يتناول شخصيَّة محوريَّة كُبرى في التاريخ العربي والإسلامي، وهي شخصية الإمام علي بن أبي طالب. تنطلق الرواية بحدث ولادة عليّ في جوف الكعبة، ثم كفالة الرسول له، وتعلّمه للحكمة النبويَّة وتحلّيه بأخلاق الفُتُوَّة. بعد هجرة المؤمنين إلى المدينة، يتزوَّج علي من فاطمةَ الزهراء ويُرزق منها بالحسن والحسين، ولكن لا يلبث أن يعيش حزناً عظيماً إثر وفاة الرسول وفاطمة من بعده. تتجنّب هذه الرواية الخلافات المذهبيَّة والاصطفافات الطائفيَّة والسياسيَّة، لتُقرِّب القارئ من الإمام عليّ كإنسان، وتُجيب عن تساؤلاتٍ كثيرةٍ ما فتئ الناس يطرحونها حوله، وعن المكانة الاستثنائية التي نالها في تاريخ الإسلام.

عبد الإله بلقزيز


الثقافة، والمعرفة، والإيديولوجيا، ثلاثة مفاهيم شديدة الحضور والاستخدام في ميادين المعرفة والإنسانيات، لكن الحدود بينها قلّما كانت واضحة لدى قسمٍ كبير من مستعمليها. يتناول كتاب المفكر المغربي عبد الإله بلقزيز «الثقافة، المعرفة والإيديولوجيا» (دار الساقي) هذه المفاهيم، في تحديدها النظري الفلسفي من جهة، وفي تمظهراتها في الكثير من التأليف (العربي خاصة)، وفي الكثير من الإشكاليات التي تُسجّل حضوراً كثيفاً لتلك المفاهيم فيها من جهة أخرى. يهدف الكتاب إلى تبديد التباسات تحيط بهذه المصطلحات، فتنتهي بمستعمليها إلى الخلط بينها، كما يهدف إلى تعقب حضورها في الإنتاج الفكري. وقد حرص المؤلف على تجنب إصدار أحكام معيارية على كلّ من الإيديولوجيا والمعرفة لإيمانه بأنّ لكلّ منها مشروعيته في نطاق وظيقته الخاصة.

يوسف المحمود


يُعبِّر الباحث السوري يوسف المحمود في كتابه «المعجم الكنعاني» (دار الأهلية للنشر والتوزيع) عن حبّه الجـارف للّغـة العربية وتعلقه بهـا إلى حدود الوله. هذا الشغف اللغوي دفعه منـذ سنوات طويلة إلى البحث المستمر في كل ما يتصل باللغة العربية، خصوصاً اللهجات القديمة وتطورها وتاريخ الكلمات وجذورهـا. كـذلـك قام الكاتب بالبحث والمقارنة بين الكلمات التي يتمُّ استخدامها في اللهجة العربية القرشية العدنانية «الفصحى» مع الكلمات الدارجة واللهجات القديمة والموغلة في القدم التي تحمل أسماء مثـل الكنعانية -الفينيقية والآرامية القديمة والأكاديـة والأوغاريتية والنبطية وحتى المسند واللغات الشحرية والسبئية والجعزية وغيرها. ينوّه الكاتب إلى أنّ هذا المعجم جاء بعد رحلة صعبة ووعرة من التنقل والاتصال والبحث والدراسات في هذا المجال.

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات


ضمن سلسلة «دراسات التحوّل الديمقراطي»، أصدر «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» (الدوحة) كتاباً بعنوان «مقالات مرجعية في دراسات الانتقال الديمقراطي». يتألف الكتاب من 22 مقالة لباحثين بارزين تمّت ترجمتها إلى اللغة العربية. يُغطي الكتاب مدّة زمنية تمتد على نصف قرن من تطور دراسات الانتقال الديمقراطي، ويشمل مثقفين من جيلين مختلفين، الجيل الأول الذي بدأ نشر أعماله في منتصف القرن العشرين أمثال دانكوارت روستو، وغييرمو أودونيل، وصمويل هنتنغتون، إلى الجيل الثاني الذي نشر أعماله في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات أمثال ريتشارد سنايدر، وتيري لين كارل، ونانسي بيرميو. يتناول الكتاب أهمية دراسة الديمقراطية والانتقال إليها في المنطقة العربية، مع التركيز على التجارب غير العربية.