كأنّ اللبنانيين لم يكتفوا من الجنون الذي يجتاح الشوارع على شكل اشتباكات متنقلة تزهق أرواح المواطنين وممتلكاتهم، حتى تلقى جهاز أمن المطار «معلومات» تضاعف من وتيرة هذا الجنون. وتحذّر هذه «المعلومات» من إمكان أن يضع شخص باكستاني مواد كيميائية في أجهزة التهوية في المطار. وبناءً على هذه المعلومة الواردة من جهاز استخبارات أجنبي، و«المدعّمة» برسم تشبيهي للشخص المطلوب، بدأ جهاز أمن المطار باستجواب كل شخص يحمل ملامح هندية أو باكستانية، للتثبت من أنه ليس «المشتبه فيه». كذلك طلب جهاز الأمن من الشركات العاملة في صيانة المطار اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، للحؤول دون تنفيذ هذه «المؤامرة». على المستوى السياسي، بعدما لاحت بارقة أمل تسمح بإيجاد حل لأزمة الإنفاق المالي الحكومي، من خلال عرض رئيس الجمهورية إيجاد تسوية تؤدي إلى التزامن بين توقيع مشروع الـ8900 مليار ليرة وطلب سلفة خزينة بقيمة 4900 مليار ليرة، وبعدما ظهرت «بشائر» توحي بإمكان إحالة الموازنة على مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، وبعدما وعد رئيس الحكومة بأن يضمّن جدول أعمال مجلس الوزراء كافة اقتراحات التعيينات التي تُحال من الوزراء على الأمانة العامة لمجلس الوزراء، أتت أحداث الشمال واشتباكات بيروت لتضع هذه الملفات جانباً، وتعيد الجمود الحكومي إلى حيث كان. وأكدت مصادر وزارية من مختلف مكونات الحكومة أن الأولوية في المرحلة المقبلة ستكون لتحصين وضع الحكومة، ومنع تأثر واقعها سلباً بالتوترات الأمنية التي تسيطر على البلاد.
وأملت مصادر في قوى 8 آذار أن تتمكن الحكومة من الحفاظ على واقعها، متوقعة سحب جميع الملفات الخلافية من جلسات الحكومة، على أن تتضح صورة الوضع الميداني في العاصمة والشمال والبقاع.