في اليومَين الماضيَين، نشر موقع «المنار» تحقيقاً من جزءين عن «يوميات المخابرات الأميركية في بيروت... الأسماء والوقائع والصور» للكاتب نادر عزّ الدين. كان التحقيق غنياً بالمعلومات والصور عن أبرز وجوه «وكالة الاستخبارات الأميركية ــ CIA» في بيروت، والأدوار التي لعبوها، وخلفياتهم السياسية والحزبية، إلى جانب المهمات التي نفذوها خارج لبنان. وأرفقت المقالتَين على الموقع بعبارة «حصري» نظراً إلى المعلومات الجديدة التي تقدّمها. وفي نهاية الجزء الأول من التحقيق، وعد عز الدين القراء «بصور ومعلومات جديدة عن جواسيس أميركا في لبنان في الجزء الثاني من التقرير».
لكنّ المفاجأة كانت أمس عندما كشف موقع The Arab Digest عن أنّ التحقيق منسوخ عن سلسلة مقالات نشرها الموقع سابقاً «ولم تشِر «المنار» إلى مصدر هذه المعلومات» كتب محرّر «ذي أراب دايجست» على الصفحة الرئيسية للموقع واضعاً الرابط لتحقيقَي «المنار».
التدقيق في المعلومات يُظهر أنها بالفعل متشابهة مع إضافة نادر عزّ الدين لبعض العبارات التي تناسب النسخة اللبنانية للرواية. حتى أنّ الصور بين الموقعَين هي نفسها. وعند اتّصال «الأخبار» بالمسؤولين في «المنار»، عبّروا عن مفاجأتهم بهذه الحادثة. وبعد التأكّد من التشابه بين الموقعَين، قال مسؤول العلاقات العامة في المحطة إبراهيم فرحات إنّ «الخطأ حصل بالفعل، لكن يجب أن أوضح أنّ نادر عزّ الدين يكتب في الزاوية الحرة في الموقع أي أنه مستكتب وليس من فريق عمل الموقع. وبالتالي، فإن إدارة موقعنا الإلكتروني لا تدقّق في ما يكتب في هذه الزاوية بشكل تفصيلي». وأضاف: «نحن طبعاً نملك الشجاعة الكافية للاعتذار من موقع «ذي أراب دايجست»»، واعداً بمزيد من التدقيق في كل المقالات التي تنشر على الموقع.
وبالفعل، سحبت إدارة الموقع التحقيقَين، كما كتبت على صفحتها الرئيسية اعتذاراً من The Arab Digest جاء فيه: «يتقدم موقع «المنار» من موقع www.thearabdigest.com ومن جمهوره بالاعتذار لعدم نسب التقريرين إلى مصدرهما من قبل المستكتب نادر عز الدين. ويهم الموقع الإعلان عن قطع أي علاقة تربطه بالسيد عز الدين اعتباراً من تاريخ نشر هذا البيان».



واجب أخلاقي

أطلقت قناة «المنار» أخيراً حملة إعلانية كبيرة للترويج لموقعها الإلكتروني الذي أطلّ بحلة جديدة، وأبواب متنوّعة. وحملت الحملة عنوان «للمصداقية عنوان». ويشير مسؤول العلاقات العامة في المحطة ابراهيم فرحات إلى أن الموقع يعمل وفقاً لهذا الشعار، «وبالتالي، فإن المسؤولين عنه سيرفعون المعايير المفروضة على المقالات المنشورة». ويؤكّد أنّ الاعتذار من The Arab Digest هو واجب أدبي وأخلاقي أولاً. وهو طبعاً اعتراف بالذنب تتجاهله محطات محلية أخرى تتجاهل ذكر مصادر أخبارها. يذكر أن الزاوية الحرّة في الموقع تستقبل مقالات من عدد كبير من الكتاب بينهم نضال حمادة، وفرانكلين لامب...