نشرت «نيويورك تايمز» أمس، تقريراً عن «رجل الأعمال اللبناني الأميركي» جورج نادر، تقول فيه إنّ الأخير «كان يحوم خلال العقود الثلاثة الماضية حول أطراف الدبلوماسية الدولية»، إذ كان «مفاوضاً سرياً من خلال القناة الخلفية» مع سوريا إبّان إدارة بيل كلينتون في التسعينيات، فيما أعاد نفسه إلى الواجهة منذ مدة، بصفته مستشاراً لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وكان خلال العام الماضي يزور البيت الأبيض «بصفة دورية» عقب وصول دونالد ترامب إليه.
وكشفت الصحيفة الأميركية أنّ نادر الذي تصفه بـ«المقاول»، «أصبح يُشكّل الآن محور اهتمام المحقق (في مسألة مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية الأخيرة) روبرت مولر»، مضيفة أنّ مساعدي الأخير سألوا نادر «في الأسابيع الماضية» بشأن معلومات حول «أيّ محاولات إماراتية محتملة لشراء تأثير سياسي من خلال تحويل مال دعماً لحملة ترامب الرئاسية». وقالت «نيويورك تايمز» إنّ المحققين سألوا نادر أيضاً حول «دوره في صناعة سياسات البيت الأبيض... ذلك أنّ إطار تحقيقات مولر اتّسع ليشمل التأثير الإماراتي في إدارة ترامب»، علماً بأنّه وفقاً للصحيفة أيضاً، فإنّ «التركيز على شخص نادر» قد يُساهم في دراسة «كيفية تدفق أموال من دول مختلفة، أثّرت على واشنطن في عهد ترامب».
برغم أنّ الصحيفة تستدرك قائلةً إنّ من «غير الواضح» كيف يرتبط التوجّه الحالي بمهمة مولر الرئيسية، فمن الجدير ذكره أنّه في شهر نيسان الماضي، نشرت «واشنطن بوست» تقريراً يقول إنّ ابن زايد وأخاه رئيس «الأمن القومي» أسهما في تنظيم لقاء سري في جزر السيشيل في شهر كانون الثاني 2017، بين مؤسس «بلاكووتر» إريك برينس، وشخصية روسية «قريبة من الرئيس فلاديمير بوتين»، فيما أدرجت الصحيفة هذا اللقاء في إطار مساعٍ لتثبيت «خط تواصل خلفي» بين موسكو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
إريك برينس نفسه، يظهر في تقرير «نيويورك تايمز»، كاشفاً أنّه وظّف نادر لمساعدة «بلاكووتر» على الحصول على صفقات تجارية في العراق. وبينما يقول برينس إنّ نادر لم ينجح في مهتمه، فإنّه يضيف أنّ الأخير «كان بصورة أو بأخرى يعمل وحيداً»، علماً بأنّ مصدراً تحدث إلى «الأخبار» أشار إلى أنّ نادر شارك في زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لبغداد عام 2008، من دون أن يتمّ التأكد من ذلك.

كان جورج نادر فاعلاً
جداً ضمن رادار
«عملية السلام»


وتشرح «نيويورك تايمز» أنّ جورج نادر ساهم في الإعداد لزيارة ترامب للرياض في شهر أيار الماضي، علماً بأنّ الرئيس الأميركي «يدعم الحصار الإماراتي السعودي على قطر، ما وضعه في خلاف مع وزير خارجيته» ريكس تيلرسون، بما يُخالفُ «سنوات من السياسة الأميركية». ووفقاً للبعض، كان ستيف بانون من دفع نحو اقتراب نادر من سياسيي البيت الأبيض، فيما يشير آخرون إلى أنّ جاريد كوشنير هو من دعمه.
صاحب «الشخصية الغريبة» كان «في التسعينيات، فاعلاً جداً ضمن رادار عملية السلام... ومن ثمّ اختفى»، كما تنقل الصحيفة عن السفير الأميركي الأسبق إلى تل أبيب مارتين أنديك، بينما يقول الدبلوماسي الأميركي «السابق» فريديريك هوف، عن نادر الذي عرفه في التسعينيات: «لطالما أدهشني باعتقاده في ضرورة وجوده في عين العاصفة لمحاولة الإصلاح».
ويقول التقرير أيضاً، إنّ نادر ترأس في التسعينيات مجلة «ميديل ايست اينسايت» التي كانت في بعض الأحيان تؤمِّن منصةً «للمسؤولين العرب، والإسرائيليين، والإيرانيين، ليعرضوا وجهات نظرهم أمام جمهور أميركي».
ويتحدث التقرير عن شخصية اليوت برويدي، «جامع تبرعات» للحزب الجمهوري، وصاحب شركة «سيركينوس» للخدمات الأمنية، والذي بعدما تقرّب منه نادر عقب تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وقّع عقداً لشركته مع الإماراتيين، وأصبح ينصح ترامب بإجراء لقاء غير رسمي وخارج البيت الأبيض مع ابن زايد. وتقول «نيويورك تايمز» إنّها حصلت على نسخة من مذكرة لبرويدي حول «الاجتماع» (مع ابن زايد) من طرف شخص «ناقدٍ للنفوذ الإماراتيّ في واشنطن». وتشير إلى أنّ البيت الأبيض لم يتفاعل مع طلبات التعليق على الأمر، فيما قال متحدث باسم برويدي إنّ المذكرة «سُرقت من خلال عمليّة قرصنة معقّدة... يتوفّر لدينا سبب يجعلنا مقتنعين بأنّ القرصنة مُوّلت ونُفّذت من طرف أعوان تابعين لقطر بصفة مباشرة وغير مباشرة، سعياً لمعاقبة السيد برويدي على معارضته القويّة للإرهاب الذي ترعاه الدولة». وأضاف المتحدث أنّ برويدي «وجّه الاتهام» في رسالة إلى السفير القطريّ في واشنطن. إضافة إلى ذلك، يسعى برويدي إلى الضغط على ترامب «بغية دعم السياسات الإقليمية المتشددة للإمارات، وطرد ريكس تيلرسون من الإدارة».
(الأخبار)