المهلّب بن أبي صفرة الأزدي، من ولاة الأمويين، وقد عيّنه الحجّاج، والياً على خرسان. ينتمي إلى قبيلة أزد اليمانية، وقد نزحت القبيلة إلى أنحاء شبه الجزيرة العربية، ويمكن أن يكون المهلّب قد استقر في منطقة الإمارات. لذا فإنّ إمارة «أبو ظبي» مهتمة بإنجاز عمل تلفزيوني تاريخي يروي سيرة ذلك المحارب، رغم أنه لا يمكن لأحد أن يكون قد سمع به بشكل مكثّف، أو سكنت بطولاته مثلاً الوعي الجمعي للمشاهد العربي.
لكن بضربة بحث سريعة، نكتشف بأنّ الرجل خاض حروباً ضد الفرس، خاصة في معركة القادسية تحت إمرة سعد بن أبي وقّاص، وقد أصبح قائداً في عهد الخليفة علي بن أبي طالب. تحمل حياة الرجل التاريخية في طيّاتها حياته مساحة للدراما. هكذا، قرّرت المحطة أن توكل العمل للمخرج الأردني محمد لطفي الذي قصد سوريا بعدما كتب نص المسلسل لينجزه هناك مع ممثلين سوريين. على أن يكون المسلسل جاهزاً للعرض في رمضان، وإنتهى فريق التصوير السوري من استطلاع المواقع. ستبدأ الكاميرا في الدوران يوم السبت المقبل بدءاً من منطقة «دير علي» في ريف دمشق، وصولاً إلى الساحل السوري وأرياف اللاذقية، وتحديداً مشقيتا (حافظة اللاذقية) لتصوير المعارك وبقية المشاهد، وسيلعب دور المهلّب النجم الشاب معتصم النهار (الصورة) يشاركه البطولة سامر اسماعيل.
تقول المراجع التاريخية بأنه ظهرت على المهلّب علامات الشجاعة والذكاء وهو صبي، ويروى أن والده قصد يوماً مع عشرة من أبنائه الخليفة عمر بن الخطاب، فأعجب الخليفة بذكاء المهلب وقال لوالده: هذا سيدُ ولدِك. كان يتمتّع بخفة ظل ودماثة في ردّه على الناس، وبأنه صاحب الحكاية الشهيرة بجمع أولاده وهو على فراش الموت وسؤالهم كسر عود حطب لوحده، ثم محاولة كسره مع مجموعة كبيرة من الأعواد. عند فشلهم في كسرها، ردد على مسامعهم الحكمة المعروفة «أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإنّ صلة الرحم تثرى المال وتكثر العدد، وأنهاكم عن القطيعة فإنّ القطيعة تعقب النار وتورث الذلة والقلة، فتحابوا وأجمعوا أمركم ولا تختلفوا وتباروا تجتمع أموركم».