دمشق | لم تحظ الممثلة السورية أمانة والي (الصورة) عبر مسيرتها بالاهتمام الإعلامي الكافي. غالباً فإنها تركت لنفسها خيار الانزواء بعيداً عن الأضواء، خارج نطاق مهنتها التي تعتمد أصلاً على المزاج الشعبي والرأي العام. لكنها كانت في إطلالاتها القليلة، حادّة كنصل سيف مسنون.
لا تفكّر كثيرّاً في الأعباء المترتبة على تصريحاتها. ربما لم يخطر في بال والي أن تكون هي نفسها يوماً ما، محطّ نقد على المستوى الإداري. إذ لا يبدو من سلوكها بشكل عام أنها كانت تسعى يوماً وراء منصب، أو تطمح لأن تكون مديرة. ومع ذلك قررت وزارة الثقافة السورية أن تضعها تحت عدسة المسؤولية كأول امرأة سورية تتسلّم مهام مديرة «المسرح القومي». طبعاً واهم من يعتقد بأن نجمة التلفزيون، الذي سبق أن قدمت عشرات العروض المسرحية في مشوارها، قادرة أن تخرج «الزير من البير» كما يقول المثل الشعبي الدارج، لأن المؤسسة الثقافية المسؤولة عن إنجاز عروض مسرحية بهيبة ووقار وجدية، تغرق في بحر من قوانين بالية، وخطط متآكلة من الغبار، إضافة إلى قلة دراية، إذ لا يعرف مدير المسارح والموسيقى مثلاً على حد تعبيره، من يستقدم المخرجين من ممثلين، ولا يتدخّل في أي إشكال يحصل في كواليس مديريته. كما أنه يبدو غير معني بحجم الأجور المتدنية، وغياب أي ضمان صحي في حال تعرّض الممثل لأي خطر أثناء البروفات أو العروض.
على أي حال، توجّهنا إلى الممثلة السورية لنعرف أكثر عن خطتها في إدارة «المسرح القومي» وتوجهاتها المستقبلية، فكان الجواب مختصراً في حديثها مع «الأخبار» تقول: «لم يمض على تسلمي مهام إدارة المسرح القومي سوى أيّام، لذا لا يمكنني الحديث عن شيء واضح. كل ما يتم تداوله حالياً سيكون مجرد أحلام وطموحات، وسيبتعد عن الواقع، كوني ما زلت في طور الاطلاع على القوانين، وخطط المديرية، ولا يمكن الحديث إعلامياً عن مجرّد نوايا. لذا نحتاج بعض الوقت لتحقيق ولو إنجاز واحد ورسم خطة واضحة للعام المقبل، حتى نتمكّن من التصريح عنها». لكن مديرية المسارح تغرق في مجموعة من التقاليد المربكة، وتعجز عن دفع الحد الأدنى من الأجور المعقولة للممثلين والفنيين. لذا يفترض بأن يحمل المدير معه حقيبة من المطالب يقدّمها على الفور للوزير المختص، حتى يتمكّن من استصدار قرارات تساعده على تحقيق ولو نقلة بسيطة، تكون خطوة في إعادة هيكلة العلاقة بين المؤسسة الرسمية المسؤولة عن إنتاج المسرح وجميع المتعاملين معها!. ترد والي: «لا شك في أن كل من يعمل في المسرح يصبح لديه مطالب محددة، لكن من موقع المسؤولية يفترض أن ألمس واقع المؤسسة وإمكانياتها ومدى قدرتها على تحقيق المطالب، حتى تكون أي اقتراحات قريبة من المنطق ويمكن تحقيقها، على هذه الحال أعود لنفس النقطة التي تحدثت بها، الاشتباك الفعلي مع الظرف الراهن يحتاج بضعة أسابيع حتى نفهم الواقع الحالي ونبدأ بالعمل على مقتضاه».
أما عن أحدث ما أنجزته والي من أدوار تلفزيونية، فتقول إنها انتهت من «تصوير دور (إم حسن) وهي إحدى الشخصيات الرئيسية والمحورية في مسلسل «وحدن» الذي كتبته ديانا كمال الدين وأخرجه نجدت أنزور، حيث أمضيت وقتاً طويلاً في السويداء في ظروف تصوير منهكة، ولم أقرر إن كنت سأشارك في عمل آخر لهذا الموسم».
العمل يتناول بطريقة فانتازية قرية منفية تقع على الحدود السورية ــ اللبنانية. تقول الأسطورة إنّ هناك كنزاً دفيناً في هذه القرية، لا يمكن استخراجه إلا بعد إلتقاء 12 علامة، لتبدأ رحلة البحث عن هذا الكنز.
لكن المفاجأة هي التزامن اللافت بين ظهور كل علامة مع إختفاء رجل من القرية. هكذا، تكون رحلة البحث بمثابة مسلسل كوارث متلاحقة، لدرجة لا يبقى في هذه القرية سوى الشيخ والقسيس، ومجموعة من النساء اللواتي يشكلن المحاور الرئيسية للحكاية. من هنا أتى عنوان «وحدن»، فيما تمثل الصراعات من أجل البقاء بطريقة مفصلية ممتدّة على مدار الرواية.. تيمة يمكن إسقاطها على كل شيء يحدث في البلد بشكل آني، وأم حسن هي «الراوي» لأحداث العمل، حيث تبث إشاعة وجود الكنز في القرية، قبل أن تواكب كل حدث بسرد حكاية إسقاطية عما كان يجري في هذه القرية، لتتكشف خيوط القصة، وتبدو أن هذه المرأة تمثّل الشر المطلق وتكون السبب الرئيس وراء كل ما حدث من كوارث لهذه القرية.