اختار الرئيس سعد الحريري أن يوجّه رسائل قاسية لمن سمّاهم «الذين طعنوني في الظهر»، خلال استقباله حشوداً من منسقيّة تيار المستقبل في بيروت وعائلات بيروتية. هو السقف المستقبلي الأعلى من الحريري تجاه حلفاء الأمس خصوم اليوم، ولم يسمّهم رئيس الحكومة، بعد أن أشار إليهم خلال الأسبوعين الأخيرين عدد من نواب كتلة المستقبل وإعلاميي التيار.
وقال الحريري، خلال استقباله الوفود في منزله في وسط المدينة، إن «هناك من أراد أن يستغلّ علاقاتنا المميزة مع السعودية، للإساءة إلي شخصيّاً. هناك أحزاب سياسية حاولت أن تجد مكاناً لها في هذه الأزمة من خلال الطعن في الظهر، وأنا سأتعامل مع هذه الحالات، كلّ حالة على حدة»، مضيفاً أنه «لا أحقد على أحد، لأنّني على اقتناع بأنّ الوطن بحاجة إلى كلّ أبنائه لكي ينهض ويتطور». ووعد الحريري بأن يـ«بقّ البحصة، وهي بحصة كبيرة، في برنامج كلام الناس مع مارسيل غانم (مساء الخميس المقبل)»، مضيفاً أنه «سأسّمي الأشياء بأسمائها».

الحريري: كانوا يتهجّمون مرّة على حزب الله وعشرين
مرّة عليّ

وتوجّه الحريري إلى جمهوره بالقول: «جميعكم تعرفون من حاول طعننا في الظهر، وهم حين كانوا يردّدون مواقف تحدٍّ لحزب الله وسياسة إيران ظاهريّاً، وجدنا في النهاية أنّ كلّ ما أرادوه هو الطعن بسعد الحريري. فهم كانوا يتهجّمون مرّة على الحزب وعشرين مرّة على سعد الحريري، وكانوا يدّعون أنّهم يستكملون مسيرة رفيق الحريري، كلّ ذلك كان بمثابة أكبر عملية احتيال علينا جميعاً».
وأكد أن هناك ربط نزاع مع حزب الله، «فلا هم سيوافقوننا على سياستنا الإقليمية والدولية، ولا نحن على استعداد لأن نتوافق معهم على مواقفهم الإقليمية والدولية».
وفيما أكّد الحريري أن الانتخابات النيابية «مصيريّة بالنسبة إلينا كما هي بالنسبة إلى البلد ككل»، كان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد اجتمع مع كبار موظفي وزارة الداخلية المعنيين بتنظيم الانتخابات، مطلقاً شعار «2018 لبنان ينتخب»، في تأكيد على جاهزية وزارة الداخلية لإجراء الانتخابات في موعدها. وأكّد المشنوق لـ«الأخبار» أن «وزارة الداخلية بدأت العمل الفعلي لتنظيم الانتخابات بجاهزية عالية لإجراء الاستحقاق في موعده».

المشنوق: على الجميع التحلّي بالمسؤولية بشأن
إجراء الانتخابات

وكشف المشنوق أن اللقاء الذي جمعه بوزير المالية علي حسن خليل كان هدفه تأكيد جاهزية الوزارتين لإجراء الانتخابات، وأن وزير المالية تعهّد بتأمين الأموال المطلوبة للانتخابات كاملةً، حتى لو لم يتمّ الإقرار السريع لموازنة عام 2018. وقال المشنوق: «على الجميع التحلّي بالمسؤولية العالية بشأن إجراء الانتخابات». وكشفت مصادر وزارة الداخلية أن الاجتماع الإداري أمس، عرض خطّة لتوزيع المسؤوليات بين مديريات الوزارة لتنظيم العمل والتعاون مع الامم المتحدة، وتنظيم انتخاب الموظفين والمغتربين والمقيمين، على أن تعقد اجتماعات أسبوعية وتقييم يومي لسير خطّة العمل. وقالت المصادر إن «إجمالي المغتربين الذين سيقترعون بلغ حوالى 80 ألفاً، وهناك بضع مئات من الأسماء يجري التدقيق فيها».
كذلك، وافق المشنوق وكبار الموظفين على اعتماد العازل الانتخابي الجديد، «الذي صمّم وفق المعايير الدولية الحديثة التي تعزز سرية الاقتراع يوم الانتخاب، كما أن هذا العازل يتميز بمواصفات عملانية تسهل تركيبه، وكلفته متدنية، وسيأخذ برنامج الامم المتحدة الإنمائي على عاتقه تحمّل تكاليف تأمين آلاف العوازل الضرورية لإجراء العملية الانتخابية».
(الأخبار)