بيعت لوحة «سالفاتور مندي» (1506 ــ 1516) التي رسمها الفنان ليوناردو دا فينشي (1452 ــ 1519) وتصور المسيح وهو رافع يده اليمنى وفي يده اليسرى كرة زجاجية يعلوها صليب بمبلغ قياسي قدره 450.3 مليون دولار، في مزاد مخصّص للفن المعاصر وفن ما بعد الحرب أقامته أمس الأربعاء دار «كريستيز» في نيويورك.
اللوحة الوحيدة للإيطالي لدا فينشي الموجودة ضمن مجموعة خاصة والتي أعيد اكتشافها في 2005، حقق مبلغاً يزيد أكثر من أربعة أمثال ما قدّرته الدار، ومثلي السعر القياسي السابق لأي عمل فني في مزاد. علماً بأنّ الرقم القياسي الأخير سجّلته لوحة «نساء الجزائر» لبابلو بيكاسو حين بيعت في أيّار (مايو) 2015 مقابل 179.4 مليون دولار. أما شاري «سالفاتور مندي» التي استغرق ترميمها وقتاً طويلاً، فلم تعلن «كريستيز» عن هويته، مكتفية بالقول إنّه «أوروبي»، كما شارك عبر الهاتف في المزاد الذي استغرق حوالي 20 دقيقة. تعد هذه اللوحة واحدة من أقل من 20 رسماً لدافينشي من المعروف أنها لا تزال موجودة، وكانت قد سُجّلت ضمن ممتلكات الملك تشارلز الأوّل الخاصة، ثم عُرضت في مزاد في عام 1763 قبل أن تختفي حتى عام 1900. في تلك الأثناء، أعيد طلاء وجه المسيح وشعره في تقليد يقول آلان وينترميوت، كبير المتخصصين في أعمال الفنانين القدامى في «كريستيز»، إنه كان «شائعاً جداً»، حسب ما نقلت وكالة «رويترز». بيعت لوحة فنان عصر النهضة لمشتر أمريكي عام 1958 مقابل 45 جنيهاً فقط، ثم بيعت في عام 2005 بعد إعادة طلاء النسخة الأصلية. وبدأ المالك الجديد عملية ترميم، وبعد بحث وتقص دام نحو ست سنوات تم إقرارها على أنها عمل دا فينشي الأصلي، لتُعرض في «معرض لندن الوطني» في عام 2011 حيث تسلطت عليها الأضواء بقوّة. وذكرت وسائل إعلام أن هذا المالك هو الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف الذي كان قد دفع 127.5 مليون دولار عام 2013.
إلى جانب «سالفاتور مندي»، شارك في المزاد أيضاً عمل الفنان لرائد الـ «بوب آرت» الأميركي آندي وارهول بعنوان Sixty Last Suppers (عام 1986) التي حققت 60.9 مليون دولار، إضافة إلى عملين للفنان الأمريكي سي تومبلي جمع أحدهما 46.4 مليون دولار والثاني 27.3 مليون دولار، متجاوزين التوقعات أيضاً.