يعمل بسّام كوسا (الصورة) بمزاج خاص. يعتذر بالجملة، ويختار أدواراً محددة، يطلب فيها أجراً عالياً يتوازى مع إسمه وتاريخه الطويل. يحافظ النجم السوري على لقب «الأستاذ» الذي يطلقه عليه الوسط الفني، ويداري مكانته.
كما أنه لا يخجل بأن يطلق أحكاماً يائسة على المجتمع الذي ينخر فيه الفساد، إلى درجة أنه قال لنا مرّة في دردشة عابرة: «البلد مجروحة لن أتركها وهي تنزف، لكن مجرّد أن تتعافى سأوضّب حقائبي وأرحل بغير عودة». لم يطل نجم «الانتظار» في العام الماضي إلا كضيف شرف في مسلسل «الرابوص» (سعيد الحناوي وإياد نحّاس) فيما شارك بمجموعة لوحات من مسلسل «شبابيك» (سامر البرقاوي- تعرضه osn). كما إعتذر هذا العام عن عدم المشاركة في مسلسل «الواق واق» (ممدوح حمادة والليث حجو- قيد التصوير في تونس). كذلك سرت أخبار شبه مؤكدة عن رغبة بسّام الملا بإعادة النجم السوري إلى الجزء الجديد من «باب الحارة» بدور الشقيق التوأم لـ «الإدعشري» وهي الشخصية التي جسّدها كوسا في الجزءين الأول والثاني وحققت نجاحاً كبيراً. لكنه اعتذر عن عدم الخوض مجدداً في العمل الذي ساهم في تشويه سمعة الدراما السورية، وتحوّل إلى صفقة تجارية سنوية! رغم ما قيل قبل شهور عن نيته العودة إلى الدراما الحلبية التي برع فيها سابقاً من خلال مسلسل «روزنا» (جورج عربجي وعارف الطويل- إنتاج «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني») إلا أنه لم يمض عقده سوى قبل ساعات من الآن وبأجر ربما يكون أقل مما يتقاضاه عادة، لأنه يعمل هذه المرّة مع القطّاع العام، بسبب محبّته للدور.
يحكي العمل قصة عائلة حلبية اضطرت للنزوح من مدينتها عندما كانت ترزح تحت نير الحرب، على أن تدور كاميرا الطويل خلال 15 يوماً ما بين حلب والشام. ومن المعروف أنّ كوسا الذي ينحدر من مدينة أبي فراس الحمداني قد لمع سابقاً في إجادة الأدوار الحلبية بطريقة بارعة جداً. إذ ترك دوره في «سيرة آل الجلالي» (خالد خليفة، وهيثم حقي) أثراً بالغاً، لا يزال يتذكّره الجمهور حتى الآن. كذلك هي الحال بالنسبة إلى دوره الخاص في «باب الحديد» (تأليف فيصل خرتش، وإخراج رضوان شاهين).