بعد أيام من إعلان زعيم حركة «أنصار الله» التصعيد العسكري ضد السعودية وتحالف العدوان الذي تقوده على اليمن، شهدت جبهات القتال على الشريط الحدودي معارك عنيفة، استخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة، إضافة إلى مشاركة الطيران الحربي التابع للمملكة، التي اعترفت بمقتل 4 من جنودها.واحتدمت، أمس، المعارك المشتعلة منذ الأحد بين حرس الحدود السعودي، والجيش اليمني واللجان الشعبية، على مختلف الجبهات في الوقت الذي كان يبحث فيه المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، مع وزير الخارجية الكويتي صباح الأحمد الصباح، سبل «إحلال السلام» في البلاد.

وأعلنت «القوة الصاروخية» للجيش واللجان الشعبية، أمس، «إطلاق صاروخ باليستي من نوع (قاهر تو إم) على تجمعات مرتزقة العدوان في المجمع الحكومي في مدينة الحزم في الجوف»، لتؤكّد مرّة أخرى أن «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».
ونقلت قناة «المسيرة» الموالية لحركة «أنصار الله» عن مصدر عسكري أن «القوة الصاروخية، بعد عملية رصد وتتبع استهدفت بصاروخ قاهر تو إم تحشيدات للمرتزقة قدمت أخيراً إلى منطقة الحزم مصحوبة بعتاد عسكري متنوع»، مضيفة أن الصاروخ «أصاب هدفه بدقة خلف خسائر في صفوف وعتاد قوى العدوان». وأشار المصدر إلى أن «الاستخبارات العسكرية ترصد تحركات قوى الغزو والمرتزقة في جبهات الداخل والخارج»، متوعداً «قوى العدوان والمرتزقة بمزيد من المفاجآت خلال الأيام القادمة».
أما في نجران الحدودية، فأكّد مصدر منفصل للقناة قيام الجيش واللجان الشعبية بـ«تفجير طقم عسكري في ذو رعين قبالة منفذ الخضراء»، إضافة إلى «استهداف تجمعات للجنود السعوديين في موقع نهوقة بصاروخ موجه وعدد من قذائف آر بي جي... وتجمعات للمرتزقة خلف موقع الطلعة بعدد من صواريخ الكاتيوشا». وكانت «أنصار الله»، التي تستعد للاحتفال بالذكرى الثالثة لـ«ثورة 21 سبتمبر»، قد أكّدت، أول من أمس، «صد زحف سعودي واسع بمشاركة قوات إماراتية وسودانية ويمنية على منطقة الحثيرة».
وفيما كشفت المواقع اليمنية تكبّد السعودية خسائر مادية وعسكرية وبشرية كبيرة في المعارك، اعترفت السعودية بمقتل 4 من جنودها عند الشريط الحدودي، ليرتفع بذلك العدد المعلن للقتلى إلى 75 عسكرياً منذ أيّار الماضي.
وبعيداً عن المعارك الميدانية، تواصل طائرات تحالف العدوان شنّ غارات على مختلف المحافظات اليمنية، كان آخرها استهداف منزل مواطن في محافظة حجة، أدت إلى استشهاد أربعة مواطنين وجرح آخرين، بينهم أطفال ونساء، وفق وكالة «سبأ» الرسمية.
ونقلت الوكالة عن مصدر في غرفة العمليات المشتركة في المحافظة، أن «طيران العدوان شنّ غارة استهدفت منزل المواطن محمد الزارعي، في منطقة المزرعة في مديرية كشر بحجة، ومن ثمّ شن غارة ثانية على مبنى المعهد المهني القريب من المنزل المستهدف»، مشيراً إلى أن الغارة الثانية «حالت دون تمكّن طواقم الإسعاف من مواصلة عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث التي أوقعتها الغارة الأولى».