تكتنز حياة مبدع مثل نجيب محفوظ (الصورة) الكثير من الأسرار، والخفايا التي تجعل الجمهور يتربص بأي لقاء لأحد أفراد أسرته، عساه يكشف شيئاً من تلك القصص المثيرة بالنسبة لجيش جرار من قراء الحائز جائزة نوبل. مساء أول من أمس، حققت الإعلامية المصرية منى الشاذلي ضربة معلّم عندما استضافت في برامجها «مع منى الشاذلي»(cbc) ابنة صاحب «أولاد حارتنا» في الاستديو لتحكي تفاصيل للمرة الأولى في حياة والدها الراحل.
استهلت الحلقة في حديث دقيق عن محاولة الاغتيال التي تعرّض لها الأديب الراحل سنة 1995 يوم طعن في عنقه بسكيّن بعد تكفيره وإهدار دمه من جماعات متطرفة، وعادت الشاذلي إلى وثائق نادرة تكشف اعترافات الجاني بأنه أقدم على طعن محفوظ بسبب فتوى تكفيره من دون أن يقرأ له كتاباً واحداً. وشرحت تقارير الحلقة كيف ظلّ الكاتب المصري بعد نجاته، يمشي بمفرده في الشوارع من دون حراسة أو خوف وتصريحه لإحدى الوسائل الأجنبية بأنّ «الخوف في عمره ليس وارداً وهو في الـ 77 إن جرّب الإرهابيون قتله يوم السبت قد يتوفاه الله يوم الأحد». بعد ذلك وصلت الحلقة إلى ذروتها عندما حكت أم كلثوم نجيب محفوظ كيف استدعت الرئاسة والدها لتكريمه، وكان من المفترض أن ترافقه عائلته لكنها لم تفعل بسبب سوء التنسيق، وكيف تسّلم «قلادة النيل العظمى» سنة 1988 وهي أرفع وسام مصري. المفاجأة المذهلة في الحلقة عندما قالت بأنّه حالما دخل والدها المنزل، انتبهت أمها إلى أن القلادة مزيفة، ثم ذهبت إلى الصائغ لتتأكد. وبالفعل أكّد شكوكها وأثبت أنها مغشوشة، فيما اختار صاحب «قصر الشوق» أن يظل صامتاً من دون أن يفتح هذه السيرة مطلقاً لأنه بحسب ابنته لم يكن معنياً يوماً بالجوائز وقيمتها المادية. ولدى استقصاء البرنامج في قانون الجوائز، كشف بأنه من المفترض أن تكون جائزة «قلادة النيل» من الذهب الخالص عيار 18 بوزن 488 غراماً، وتكون محلاة بأحجار الياقوت الأحمر، والفيروز الأزرق... وهو ما لم يتحقق في جائزة محفوظ التي لم تكن من الذهب أصلاً؟! الشاذلي ظلت تستفسر عن الموضوع مرات عدّة، وتحاول إيجاد حلول منطقية بأنها سرقت أو استبدلت، إلا أن ابنة الكاتب الراحل أكدت ما حصل وكشفت أنها هي التي سرّبت هذا السر للمرة الأولى لاستغرابها حتى الآن مما حدث قبل 29 سنة ليضع البرنامج بين أيدي المعنيين في وزارة الثقافة!