نعى قائد قوات «الجيش الوطني الليبي» خليفة حفتر، أثناء وجوده في موسكو أمس، «اتفاق باريس» الذي جرى التوصل إليه بينه وبين رئيس «حكومة الوفاق» فايز السراج، في العاصمة الفرنسية في نهاية الشهر الماضي، برعاية الرئيس إيمانويل ماكرون، وذلك عبر إعلانه أنّ السراج «أخلّ بالكثير» مما اتُّفق عليه.
حفتر الذي سبق له أن زار موسكو مرتين، أعرب أثناء لقائه وزير الخارجية سيرغي لافروف، عن «الثقة» حيال أن روسيا «ستبقى صديقاً جيداً لنا ولن ترفض المساعدة»، داعياً إياها إلى لعب دور في المحادثات الليبية «وسنكون سعداء جداً إذا شاركت في إيجاد الحلول للأزمة الليبية».
وأعلن حفتر الذي كان من المتوقع أن يلتقي أيضاً وزير الدفاع سيرغي شويغو، أنه لم يُبحَث «الدور الملموس لروسيا، لكننا نؤيد ان تلعب دوراً في هذه العملية، أياً كان هذا الدور». وتوجه إلى لافروف قائلاً: «لا بد أنكم تتابعون التطورات سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، ولا يخفى عليكم حجم التضحيات التي قدمها الجيش الليبي في سبيل القضاء على الإرهاب، في معارك طاحنة استمرت أكثر من 3 سنوات دون توقف الحظر الظالم على التسليح». وشدد على «التصميم على مواصلة الكفاح حتى يبسط الجيش سيطرته على كامل التراب الليبي».
وفي سياق حديثه عن المسارات السياسية للأزمة الليبية، قال حفتر إنّ انخراطه «في تسويات سياسية، جاء بناءً على طلب دول شقيقة، وقد بدأت بلقاء رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج في أبوظبي ثم في باريس، لكنّ (الأخير) أخلّ بالكثير من المبادئ والشروط المتفق عليها».
وسبق إعلان حفتر، أن استهل لافروف اللقاء، بالقول إنه «للأسف، الوضع في ليبيا لا يزال معقداً، ولم يُتجاوَز خطر التطرف»، مشيراً إلى أنّ «العملية السياسية لا ينبغي أن تهدف إلى إعطاء حلول جاهزة، بل يجب أن تساعد على خلق ظروف ملائمة لإجراء حوار بين القوى الرئيسة». وأضاف لافروف أنّ موقف موسكو «الثابت هو أن تتفق الأطراف الليبية بشأن مستقبل بلادها»، لافتاً إلى أنّ بلاده «على علم بشأن الجهود المشتركة (بين حفتر) وفايز السراج، التي تهدف إلى إيجاد توافقات تناسب الجميع وتنفيذ اتفاق الصخيرات»، مشدداً في الوقت نفسه على «تركيز كافة مبادرات الوساطة في إطار عمل الأمم المتحدة».
(الأخبار، أ ف ب)