في الوقت الذي تشهد فيه جبهة تدمر الشرقية تثبيتاً لنقاط الجيش في أراك ومحطة «T3»، يواصل الأخير وحلفاؤه عملياتهم في محيط الطريق الواصل بين الرصافة (في ريف الرقة الجنوبي) وإثريا في ريف حماة الشمالي الشرقي.
وبعد سيطرة الجيش على نقاط مهمة شمال تلك الطريق ــ كانت تفصله عن «قوات سوريا الديموقراطية» الموجودة جنوب مطار الطبقة ــ انطلق ليوسع سيطرته جنوباً نحو حدود محافظة حمص الشمالية، مروراً بعدة تجمعات نفطية تنتشر في ريف الرقة الجنوبي. وشهد أمس سيطرة الجيش على قرى صهاريج الوهاب وجب الأفادوس وجب مشرفة، بعد اشتباكات مع تنظيم «داعش». كما تمكن من التقدم غرباً نحو جبل حريبية، المحاذي لطريق الرصافة ــ إثريا من الجهة الجنوبية. ويضع التقدم الجيش على بعد أقل من 12 كيلومتراً عن حدود محافظة حمص الإدارية، وسيمكّنه في حال استمرار التقدم جنوباً، من توسيع نطاق الاستهداف لمناطق سيطرة «داعش» التي تفصله عن القوات المتمركزة في جبل الشاعر في ريف حمص الشرقي. وبالتوازي، شهدت جبهات بادية حمص الشرقية وبادية ريف دمشق المشتركة مع «فصائل البادية» هدوءاً نسبياً، في الوقت الذي أعلنت فيه تلك الفصائل أنها تعدّ لعمليات جديدة منسّقة مع الجانب الأميركي. وأعلن فصيل «أسود الشرقية» أمس، أنه استهدف بصواريخ «غراد» مطار مرج رحيل في ريف دمشق الشرقي، جنوب مطار دمشق الدولي، زاعماً أن القصف أصاب 3 طائرات مروحية ضمن المطار.

لافروف: مناورات واشنطن في البادية تستغلّ انقسامات طائفية إسلامية


وفي الجنوب، شهدت جبهات مدينة درعا اشتباكات متقطعة على عدد من المحاور، وخاصة في محيط المخيم. كذلك شهدت بلدات عدة في منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي، اشتباكات وقصفاً مدفعياً وجوياً، من دون أي تغير على خريطة السيطرة فيها، وذلك بعد فترة طويلة من الهدوء الذي شهدته تلك المنطقة.
وعلى المقلب السياسي، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن نشر القوات الأميركية قطع صواريخ في البادية «غير نافع» في الحرب ضد «داعش»، مشيراً إلى أن عديداً من الخبراء «يرون أنها خطوة تهدف إلى منع تحقيق الاتصال بين القوات الحكومية في سوريا وشركائها في العراق». وشدد على أن بلاده «تحلل المعطيات على الأرض، مع مراعاة قناة الاتصال مع الشركاء الأميركيين للحيلولة دون أي صدامات غير مرغوبة»، محذراً من «محاولات الالتفاف على تأسيس جبهة مشتركة ضد الإرهاب، عبر تنفيذ مناورات جيوسياسية تستخدم فيها عوامل طائفية وانقسامات داخل العالم الإسلامي». وأعرب عن استهجان بلاده لبقاء «جبهة النصرة»، رغم إدراجها من قبل مجلس الأمن والولايات المتحدة والدول الأوروبية على قائمة الإرهاب، خارج إطار عمليات مكافحة الإرهاب الخاصة بـ«التحالف الدولي». وعلى صعيد متصل، أوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن وزارة الدفاع أبلغت الرئيس فلاديمير بوتين أنها «ترجح» مقتل زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، في الرقة. وأوضحت الوزارة في بيان أنها تحلل معلومات تدلّ على مقتل البغدادي في غارة للقوات الروسية جنوب الرقة، في آخر أيار الماضي. وفي المقابل، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن الإدارة الأميركية لا تستطيع تقديم أي معلومات عن تقرير وزارة الدفاع الروسية حول مقتل البغدادي.
(الأخبار)