خلال اليومين الماضيين، أعلنت مجالس محلية في محافظة عدن تأييدها البيان الصادر عن اجتماع الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي مع هيئة مستشاريه، في العاصمة السعودية الرياض، الرافض لـ«المجلس الانتقالي» لإدارة جنوب اليمن.
وسجّلت انسحابات عدة من المجلس، منها ما فعله وزير الاتصالات في حكومة هادي، لطفي باشريف، الذي قال إنه «لا علاقة له بالمجلس»، مؤكداً «وقوفه مع الشرعية ممثلة في هادي». كذلك، أعلن رئيس «المجلس العام لأبناء سقطرى والمهرة» عبدالله بن عفرار، انسحابه من «المجلس الانتقالي»، وأصدر محافظ سقطرى اللواء عبدالله السقطري بياناً مشابهاً.
أيضاً، ظهر التضارب في الموقف بين محافظ حضرموت أحمد سعيد بن بريك، الذي أيّد المجلس، ونائبه عمرو بن حبريش، وهو رئيس «حلف قبائل حضرموت»، الذي رفض موقف بن بريك.
وهكذا، يستعيد هادي متنفسه داخلياً بعد سلسلة المواقف المؤيدة لـ«شرعيته»، لكن ذلك لم يلغِ الأزمة القائمة.

انسحابات بالجملة من
«المجلس» و«الإخوان» و«القاعدة» يدينان إنشاءه
أما على الصعيد الخارجي، فقد أصدر «مجلس التعاون الخليجي» بياناً دعا فيه «اليمنيين إلى الالتفاف حول الشرعية لبسط سيادة الدولة، ونبذ دعوات الفرقة والانفصال». والموقف نفسه اتخذته جامعة الدول العربية التي أكدت «دعمها الكامل لوحدة التراب اليمني»، داعية إلى «تجنيب البلاد مخاطر الفرقة والانقسام». كذلك، قالت جماعة «الإخوان المسلمين»، في بيان، إنها ترفض «المساس بوحدة اليمن، ومحاولات فصل جنوبه عن شماله»، محذرة من «مخططات باتت تطل برأسها مستهدفة تقسيم دول المنطقة، وإشعال الفتن بين شعوبها، بغية إضعافها».
تزامن ذلك مع سلسلة تغريدات أطلقها وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، شرح فيها أن دور بلاده في اليمن «مساند للسعودية» التي تقود تحالف العدوان، مضيفاً أن «من يدّعي مصالح ضيّقة لنا في ميناء أو قاعدة أو منطقة، حزبي جاحد لا يدرك توجّهنا وموقفنا». وتابع قرقاش: «التزامنا ضمن التحالف العربي، بقيادة الرياض، يقضّ مضجع ثوار الثرثرة»، لكنه تجنّب تحديد موقفه بوضوح من رفض مجلس التعاون والجامعة العربية تشكيل مجلس «سياسي انتقالي» لإدارة الجنوب، علماً بأنه ونائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، كانا قد انتقدا قرار هادي إقالة اللواء عيدروس الزبيدي من منصب محافظ عدن، وإعفاء وزير الدولة هاني بن بريك من منصبه، وهما اللذان عملا على تشكيل المجلس. وكلّ من الزبيدي وبن بريك موجود في المملكة منذ الأسبوع الماضي «تلبية لدعوة رسمية من السلطات السعودية»، وذلك ضمن «ضمانات من الإمارات».
وكان لافتاً أيضاً أن تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» هاجم تشكيل «الكيان السياسي الجنوبي»، واصفاً إياه بـ«المشروع الإماراتي ــ الأميركي». وقال في بيان نشر على الإنترنت، إن «القاعدة قد حذّرت قبل غيرها مبكراً من الخطر الإماراتي التوسعي في الجنوب».
وبينما تتواصل هذه الأزمة وتفاعلاتها، تسير تظاهرة كبيرة بعنوان «البطون الخاوية» من تعز نحو عدن، للمطالبة بصرف رواتب الموظفين في تعز، المتأخرة منذ أكثر من ستة أشهر.
ميدانياً، شهدت الجبهة الغربية في تعز معارك عنيفة بين القوات الموالية لهادي من جهة، والجيش اليمني وجماعة «أنصار الله» من جهة أخرى، أدت في مجملها إلى مقتل ستة من قوات هادي وإصابة العشرات، تلتها غارات نفذتها مقاتلات «التحالف» في منطقة البرح غرب تعز.
في هذ الوقت، أقرّ الجيش السوداني بمقتل اثنين من جنوده المشاركين في حرب اليمن، علماً بأنه كان قد أعلن في نيسان الماضي مقتل خمسة وجرح 22 آخرين في معارك في اليمن، ليرتفع بذلك عدد قتلاه منذ اندلاع الحرب إلى ثمانية، وفق الاعتراف الرسمي.
إلى ذلك، سُجّلت في مستشفى الصداقة في عدن، أمس، أول حالة وفاة لمريض مصاب بالكوليرا، فيما نقلت مصادر طبية وجود عشرات الحالات المصابة بالمرض في المستشفى نفسه، محذرة من خطورة انتشار المرض وتحوّله إلى وباء، وذلك بعد الإفادة بموت طفلة ومواطن في محافظتي لحج وأبين، أول من أمس، جراء إصابتهما بالكوليرا.
(الأخبار)