أعلن الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، رفضه تشكيل محافظ عدن الذي أقاله، عيدروس الزبيدي «المجلس السياسي الجنوبي» أول من أمس (الخميس)، فيما يترأسه الزبيدي نفسه، وفيه عدد من وزراء ومحافظي حكومة هادي.
وأصدر هادي، إثر اجتماع استثنائي لمستشاريه في مقر إقامته في العاصمة السعودية بياناً أذاعته قناة «اليمن» التي تبث من الرياض، وجاء فيه: «يرفض الاجتماع رفضاً قاطعاً ما سمي المجلس الانتقالي الجنوبي، لكونه يتنافى مع المرجعيات الثلاث المتفق عليها محلياً ودولياً والمتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216».
وأضاف البيان أن «مثل هذه الأعمال تستهدف مصلحة البلد ونسيجه الإجتماعي ومعركته الفاصلة مع الانقلابيين... وهذه الأعمال لا تخدم إلا الانقلابيين»، داعياً «كل من شارك في تشكيل هذا المجلس الانتقالي إلى مراجعة مواقفهم... والانخراط في إطار الشرعية».
في المقابل، رد «المجلس السياسي الجنوبي» على بيان الرياض، على لسان نائب رئيسه الذي كان هادي قد أقاله أيضاً، هاني بن بريك، بقوله: «لم نستشر أحداً... والقادم يتبع».
في المقابل، أيدت جهات عدة المجلس، ومنها محافظ حضرموت وشخصيات محسوبة على الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض.
أما حركة «أنصار الله»، فقال المتحدث الرسمي باسمها، محمد عبد السلام، إن تشكيل مجلس انتقالي في الجنوب «تجلٍّ لأهداف الاحتلال الأميركي الموكول أمر تنفيذه إلى الإمارات لإقامة مشاريع صغيرة، وهو ما يعد قفزاً على التاريخ والحضارة». وأضاف عبد السلام أمس، أن «الإمارات تعتقد أن الجنوب ساحة خصبة لبناء نفوذ وقوة استعمارية، مشدّداً على أن «اليمن شعباً وتاريخاً طاردٌ لكل قوى الاستعمار في الجنوب وفي الشمال». كذلك، رأى أن ما يحدث في الجنوب «تهديد لوحدة أراضي الجمهورية اليمنية، ويندرج ضمن مخطط استعماري».
على صعيد آخر، يتواصل تفشي وباء الكوليرا في البلاد، إذ أعلنت «منظمة الصحة العالمية» أن الكوليرا أودى بحياة 51 شخصاً بخلال أسبوعين، وأن هناك 2752 حالة «يشتبه» في إصابتها بالوباء. وحذرت المنظمة من أن 7.6 ملايين شخص مهددون بانتقال عدوى الكوليرا إليهم، في وقت تعالت فيه الأصوات المطالبة بتدخل دولي لوقف الموجة الثانية لتفشي الوباء بخلال عام.
أيضاً، حذّرت «المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة» أمس، من أن أي هجوم على ميناء الحديدة سيؤدي إلى نزوح أكثر من 400 ألف شخص. وقال مدير العمليات والطوارئ في المنظمة محمد عبدي كير، إن «400 ألفاً على أقل تقدير سيهربون من منازلهم ويتوجهون شرقاً بمجرد تعرّض الحديدة لهجوم».
جاء ذلك بعدما أعلن تحالف العدوان أول من أمس «تجهيز منشآت في عدن والمكلا في جنوب اليمن لتصبح بديلاً في حال استهداف عمليات عسكرية ميناء الحديدة». وقال التحالف إن «الحديدة وميناءها ستظل مطلباً لا حياد عنه لاستعادة الشرعية في اليمن وبسط سيطرة الحكومة الشرعية على جميع أراضي الجمهورية اليمنية».
في غضون ذلك، انتقد رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، صالح الصماد، تحركات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الجارية، مبيناً أنها «دائماً تأتي عندما يتصاعد السخط والنقد العالمي على العدوان في اليمن».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، عن الصماد قوله، إن ولد الشيخ «عجز عن حل أي إشكال إنساني كإعادة طائرة الجرحى أو الحصار الجوي أو فتح مطار صنعاء»، لافتاً إلى أن «كل التفاهمات التي قدمها وفد صنعاء في مراحل السلام السابقة من جنيف إلى الكويت لاقت تعنتاً من الطرف الآخر».
يأتي ذلك في وقت ناشد فيه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتخاذ «موقف حازم» بشأن «العدوان على اليمن». وقال في رسالة بعثها إليه، إن «الشعب اليمني يتطلّع بكل الأمل في موقف حازم ومسؤول لروسيا الاتحادية، من خلال الضغط على مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار دولي مُلزم لكل دول العدوان، بإيقاف عدوانها على بلادنا وشعبنا، ورفع الحصار الجائر المفروض على اليمنيين».
(الأخبار)