كشف وزير الدفاع الأميركي جميس ماتيس، خلال زيارته لإسرائيل، عن توجه أميركي بتشكيل حلف دفاعي إقليمي ــ شرق أوسطي. وهو ما رأى فيه موقع «إسرائيل ديفنس»، الذي يعنى بالشؤون العسكرية، أنه مشروع أميركي يهدف إلى تشكيل حلف «ناتو شرق أوسطي» لمواجهة التهديد الذي تمثّله الجمهورية الاسلامية في إيران على إسرائيل.أوضح ماتيس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره أفيغدور ليبرمان، أن «تحالفنا مع إسرائيل هو حجر الزاوية في هيكلية أمنية إقليمية واسعة جداً، تضم التعاون مع مصر والأردن والسعودية وشركائنا في دول الخليج». وحدد هدف هذا الحلف بأن «هدفي هو تعزيز شراكتنا في هذه المنطقة، من أجل ردع وهزيمة التهديدات، وفي نهاية الأمر إخافة أعدائنا».
وتوقف موقع «إسرائيل ديفنس» عند الدلالات التي ينطوي عليها هذا الاعلان. وتساءل عمّا قصده ماتيس، بالضبط، بالهيكلية الاقليمية التي تهدف الى هزيمة التهديدات؟ ولفت إلى أنهم في تل أبيب صامتون ولا يتوسعون في الحديث أكثر ممّا قاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال السنوات الماضية عن الوضع الجيد لإسرائيل في المنطقة، والتعاون الذي يمكن الحديث عنه.
وتناول الموقع المعاني العسكرية والاستخبارية التي ينطوي عليها تشكيل مثل هذا الحلف، موضحاً أنه من أجل تشكيل «هيكلية أمنية إقليمية تهدف إلى ردع وهزيمة التهديدات، هناك حاجة إلى تعاون عسكري وتكنولوجي واستخباراتي». وما لم يذكره ماتيس، بشكل مباشر، أوضحه الموقع الإسرائيلي بالقول «على ما يبدو، التهديد الذي تطرق إليه ماتيس هو النووي الإيراني والارهاب الذي تنشره طهران»، في إشارة إلى محور المقاومة، «وتواجهه إسرائيل والدول السنيّة»، في إشارة إلى السعودية ومصر والأردن.
على المستوى العسكري، رأى الموقع أن حلفاً كهذا يستوجب إجراء تدريبات مشتركة، على الأقل على مستوى القادة العسكريين الذين سيضطرون خلال الحرب مع إيران إلى رؤية صورة وضع مشتركة للعمليات الإيرانية، وفي المقابل لقوات التحالف الاقليمي. وأضاف أنّ تحالفاً كهذا يحتاج إلى قدرة نقل «نقاط ثقل بسرعة إلى أنحاء الشرق الاوسط والخليج من أجل هزيمة إيران، وهو ما يتطلب عمليات تنسيق وتدريبات».
على المستوى الاستخباري، أكد الموقع أنّ تشكيل حلف إقليمي يستوجب تبادل معلومات استراتيجية وأيضاً تكتيكية. وتساءل عن معنى تحالف كهذا، إن لم يكن بالإمكان الاستفادة من هذه الامكانات. واكتفى الموقع أيضاً بالتساؤل، من دون تقديم أجوبة عن الترجمة العملية للتعاون الاستخباري، وما إذا كان يعني التعاون معاً بين الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية والأجهزة التابعة لدول هذا التحالف (السعودية ومصر والأردن...). وهل سيتشاركون المعلومات والمصادر؟ وينفذون عمليات مشتركة؟
وعلى المستوى التكنولوجي، يفرض تشكيل حلف كهذا، من ضمن أمور أخرى، «جمع قدرات الدفاع الجوي معاً... وعمل الرادارات ومنصات الإطلاق، في نسيج واحد قدر الامكان، لمواجهة الصواريخ النووية الإيرانية». ولفت الموقع إلى حقيقة أن كون الولايات المتحدة شريكة في تطوير منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وهي التي باعت الدول الاخرى في الحلف منظومات دفاع، وبالتالي تصبح عملية الجمع بين (قدرات) إسرائيل وهذه الدول أمراً ممكناً.
في السياق التكنولوجي نفسه، أكد الموقع أن تحالفاً كهذا يحتاج إلى جهاز إشراف وسيطرة مشترك، متعدد الأذرع، وأيضاً إلى منظومات قتال مشتركة في ميدان المعركة. وخلص إلى أنّه على المستوى التقني هذا أمر ممكن. ولكن يبقى السؤال، في نظر الموقع، حول الوجهة التي تريد الولايات المتحدة الوصول إليها بهذه الهيكلية الاقليمية، وما إن كان سيصل الأمر الى إجراء مناورات مشتركة. وتجنّب الموقع الإجابة المباشرة بالقول إن «الأمر غير واضح».
مع ذلك، لفت الموقع نفسه إلى أنه «في حال ضُمّ كلام ماتيس الى المواقف الغامضة للمسؤولين الاسرائيليين، خلال السنوات الاخيرة، فإن ذلك يؤكد وجود تعاون فعلي إقليمي ما بين إسرائيل ودول «الناتو» الشرق أوسطي». لكن تبقى أسئلة لدى «إسرائيل ديفنس» مفتوحة، وتتمحور حول ماهية هذا التعاون، وهدفه، وما مدى مصداقيته خلال الحرب مع إيران. وشدّد على أن هذه أسئلة تبقى مفتوحة وينبغي أن توجه إلى الحكومة الإسرائيلية التي ما زالت تلتزم الصمت حتى الآن.




تحضيرات لزيارة ترامب

نقلت القناة الثانية الإسرائيلية عن مصادر سياسية أنّ اتصالات متقدمة تجري لترتيب زيارة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى إسرائيل، نهاية الشهر المقبل. وقالت القناة إنّ البيت الأبيض ينسّق مع الجانب الإسرائيلي لترتيب برنامج الزيارة، فيما ذكر موقع «المصدر» التابع للشاباك الإسرائيلي أن «وصول ترامب قريباً إلى إسرائيل يبشّر بأن حديثه عن صفقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين جدي»، علماً بأنّ المقرر أن يلتقي ترامب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في البيت الأبيض في الثالث من الشهر المقبل.