يبدو أنّ الخلاف يتصاعد بين سلاف فواخرجي (الصورة) «المؤسسة العامة للسينما». إذ اعلنت النجمة السورية أنّها لن تعيد «التعامل كمخرجة مع «المؤسسة العامة للسينما»، حتى تتغيّر إدارتها الحالية». جاء ذلك بعدما «وعدتني سابقاً بإنتاج فيلمي الجديد «مدد» (كتابة سامر محمد اسماعيل)، لكن بعد سنتين من المماطلة والتأجيل، ألغى القائمون على المؤسسة وعدهم، واعتذروا لأسباب واهية». وبعدما أصدر المكتب الإعلامي بياناً يردّ فيه على كلام الممثلة السورية ويؤكد أنّ «النص فاشل»»، ردّ مكتب فواخرجي الإعلامي على الرد في بيان صدر أمس الأربعاء.
لفت البيان إلى أنّ المؤسسة «تستطيع التنصّل من الوعود الشفهية التي مُنحت لفواخرجي، بدءاً من محادثات شهر نيسان (أبريل) 2016 مع الإدارة السابقة، وصولاً إلى محادثات شهر أيلول (سبتمبر) 2016 مع الإدارة الحالية، وبإمكانها أن تنحي الارتباط الأدبيّ جانباً، ويحقّ لمكتبها الإعلامي أن يُقدّم مستنداتٍ ووثائق لسنا نُنكر صحّتها، لكنّ للصّورة تتمّةً تعامى عنها البيان». وأضاف: «نحن تعاملنا مع المؤسّسة وفق العرف الّذي درّجه مديرها السّابق، ووزير الثقافة الحاليّ، محمد الأحمد، الّذي منح الفنّان السوريّ قيمةً اعتبارية، واحتفى به في المناسبات كلّها، إذ لم يُدِر ظهره للإجراءات الورقية، لكنّه جعلها في نهاية سلّم اهتمامات المُخرجين موجهّاً إيّاهم نحو التركيز على الشقّين التقني والإبداعي، وضمن هذا السّياق، قدمّت فواخرجي مسوّدة «مدد» واستمعت إلى الملاحظات وتجاوبت معها، وحصلت على موافقةٍ شفهيّة وأخلاقية من الإدارة الحالية. وعلى هذا الأساس، أُدخل النّص إلى الديوان، وفق التاريخ الّذي جاء في بيان المؤسّسة، وتمّ الاتفاق على تصحيح مواطن الضعف والاشتغال على تجويد النّص، لنُفاجأ لاحقاً بحذف المشروع عن خارطة 2017». ولفت البيان إلى أنّ المؤسسة «تجاهلت الجانب الأخلاقيّ الّذي عوّلت عليه سلاف فواخرجي من خلال اتفاقها الشّفهي مع الإدارة السابقة، ممثّلة بشخص وزير الثقافة، الّذي جرى التنكّر له فيما بعد، والحديث هنا عن الاتّفاق، من قبل الإدارة الحالية الّتي ردّت على انتقادات الممثلة السورية من زاويةٍ إجرائية. هذا السّلوك يمكن أن يكون عادياً من الناحية الثبوتية، لكنّه يصير أقربَ إلى ذرّ الرماد في العيون حين يتعلّق الأمر بالعمل الفنيّ، القائم على الأخلاق والنزاهة والإخلاص والإبداع».
وتساءل البيان أنّه في حال تشبّث المؤسسة بقدسيّة النص كما يؤكّد بيانها، «فما تفسيرها لصدور الأوامر الإداريّة لعدد من الأفلام، والمباشرة في تحضيرها، بناءً على مسودات وتصوّرات مبدئية، بعضها لا يتجاوز عدّة صفحات، خلال الفترات السابقة؟»، مضيفاً: «إدارة المؤسّسة تعرف تماماً أنّ هذا ما يحصل، حتى لو أنكرته أو أوردت أوراقاً رسمية حياله. على الأقل، فإنّ نص «مدد» مكتمل، وفواخرجي أبدت انفتاحها على التطوير والتعديل، حسب اتفاقها الشفهي المذكور».
أما حول حديث المؤسسة عن خللٍ عضويّ في النّص لجهة «تجاهل دور الجيش العربي السوريّ في الأزمة، والتعامي عن تضحياته وعدم تقديمِ روايةٍ دراميةٍ تعترف بالجنديّ السوريّ بطلاً للمرحلة»، شدد بيان بطلة مسلسل «أسمهان» على أنّه «في «مدد» قرّرنا أن نُقدّم مقاربةً مختلفةً لـ «أفلام القضيّة»، بعيداً عن الخطابة والشعاراتية التي انتهجتها أغلبَ إنتاجات المؤسّسة خلال الحرب. إن إجراء مراجعةٍ بسيطة لتاريخ السينما، في العالم والمنطقة، يُثبت أنّ الأفلام التعبوية لا تُنتج فكراً، ولا تَصنع اختراقاً. لَن نتحدّث عن مِصر ولن نستشهد بالسينما الإيرانية الّتي أدّت دوراً فكرياً وتوعياً استثنائيّاً على المستويين المحليّ والعالمي، وسنكتفي بالالتفات إلى السينما اللبنانية التي استطاعت، على الرغم من تواضع الإمكانات والأدوات، أن تنقل وجهة نظرِ أصحابها وصنّاعها إلى أهمّ المنصّات في أوروبا والعالم، وهذا ما كنّا وسنظلّ نسعى إليه من خلال تطويرِ آلية تفكيرنا وأساليب الطّرح وطرائق صناعة الحكاية السينمائية». وتابع: «قرّرنا أن نشتغل على مقاربةٍ تُدافع عن هوية البلاد وحضارتها، وتُقدّم الرّاهن من خلالِ شريطٍ يترك أثره في شارعٍ لا يعرف عن سوريّتنا إلّا ما يُشاهده ويسمعه في الميديا الغربية. وإذا كان المعنيون في المؤسسة العامة للسينما يعتبرون هذا الصّنف من السّينما يُقلّل من أهمية دور الجيش فهذا أمرٌ يدعو إلى الأسف أوّلاً، وإلى إعادة الحسابات ثانياً».
وتوجّهت سلاف فواخرجي إلى الجمهور مشددة على أنّ ولاءها «لم ولن يتغيّر، وأنّ درجة انتمائها لسوريّتها لا يُمكن أن يمس بها بيان صحافي».