أفضت زيارة الوفد الوزاري السوري لطهران، برئاسة رئيس مجلس الوزراء عماد خميس، إلى توقيع سلسلة اتفاقات اقتصادية بين الجانبين، ووضع الخطوط الأساسية لاتفاقات لاحقة. وعقد خميس خلال الزيارة سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين الحكوميين الإيرانيين في مجالات الطاقة والاقتصاد والخدمات.
وتضمنت الزيارة توقيع خمسة عقود في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والصناعة والنفط والاتصالات. وتنص على منح ترخيص لمشغل إيراني لإنشاء شبكة اتصالات خلوية جديدة، وتسليم خمسة آلاف هكتار من الأراضي الزراعية، وتسليم مناجم الفوسفات الشرقية في تدمر، وتسليم ألف هكتار لإنشاء مستودعات ومحطات للنفط والغاز، وتسليم مشروع تربية الماشية والأراضي المحيطة.
وأشار رئيس مجلس الوزراء، في تصريح مشترك مع نائب الرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري، إلى أن «العقود التي تم توقيعها، والعقد السادس المتعلق باستثمار أحد الموانئ السورية، تشكل نواةً لكتلة كبيرة من التعاون المشترك بين البلدين في مجال الصناعة والاستثمارات»، لافتاً إلى أن «الآلية التي تم فيها توقيع العقود تترجم العلاقة المتميزة بين البلدين». ومن جهته، أوضح جهانغيري أن «توقيع الاتفاقيات الخمس جاء كنتيجة للتعاون الثنائي بين البلدين» مبيّناً أن «الاتفاقية السادسة (استثمار مرفأ) سيتم إنجازها والتوقيع عليها خلال الأسبوعين المقبلين».
وأشار إلى أن «هناك فرصة متاحة للقطاع الخاص والشركات التجارية الإيرانية حتى تبدأ بأعمالها مجدداً في سوريا على كل المستويات الاقتصادية»، لافتاً إلى أن هناك «خطاً ائتمانياً تم تخصيصه ليصبح بإمكان رجال الأعمال أن يستثمروا من خلال هذا الخط، ويرسلوا ما يريدونه من بضائع إلى سوريا».
ويرافق رئيس مجلس الوزراء وفد حكومي يضم وزراء الزراعة والصناعة والاقتصاد والتجارة الخارجية والنفط والثروة المعدنية والاتصالات والتقانة، والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء، ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي، وحاكم مصرف سورية المركزي، ومدير مكتب تسويق النفط .

تم الاتفاق على منح ترخيص لمشغّل إيراني لإنشاء شبكة اتصالات خلوية جديدة

وخلال الزيارة، بحث رئيس الوزارء السوري ووزير الطاقة الإيراني حميد جيت جيان سبل تطوير التعاون بين البلدين في مجال الطاقة. ونقلت وكالة «سانا» أن النقاش تضمن كيفية الاستفادة المثلى من الإمكانات المتوافرة لدى الجانب الإيراني في مجال الطاقة للمساهمة في سدّ حاجات القطاعات السورية من الطاقة. وأكد وزير الطاقة الإيراني استعداد الحكومة الإيرانية للاستثمار في مجال الطاقة في سوريا والعمل على تشجيع القطاعات العامة والخاصة للعمل فيها، داعياً إلى توقيع اتفاقية طويلة الأمد في مجال الطاقة.
وفي سياق متصل، بحث خميس مع محافظ البنك المركزي الإيراني، ولي الله سيف، آليات إزالة العقبات المرتبطة بالخط الائتماني السابق، وتم الاتفاق على تكليف «المصرف التجاري السوري» و«بنك تنمية صادرات» الإيراني، بمتابعة تنفيذ الخط الائتماني الجديد.
كذلك التقى رئيس غرفة الصناعة والمناجم والزراعة في إيران غلام حسين شافعي، الذي قال إن «علينا أن نفكر معاً في كيفية إعادة إعمار سوريا، باعتبار أن إيران تملك نقاط قوة في مجال الخدمات الفنية والهندسية، وكذلك الأمر في مجال الطاقة والنفط والغاز»، مضيفاً أن «من الضروري رسم خارطة الطريق للدخول في مرحلة إعادة الإعمار»، ومشدداً على أن «زيارة الوفد الحكومي السوري برئاسة المهندس خميس لإيران ستكون انطلاقة جديدة في العلاقات السورية الإيرانية».
والتقى خميس أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، لبحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والسورية. وأكد شمخاني «دعم وترحيب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالمبادرات السياسية التي تلبّي المطالب الحقيقية للشعب السوري»، محذراً من «مغبة السماح للعدو بأن يستغل وقف الأعمال القتالية والحوار السياسي كفرصة استراتيجية لإعادة إحياء المجموعات الإرهابية واستعادة قواها البشرية والمالية والعسكرية».