في تصريحات أقل ما توصف بـ «العبثية»، وصفت الإعلامية المصرية أماني الخيّاط (الصورة) غلاء الأسعار بـ «اختبار من الله للمصريين وليس للنظام، وعقاب إلهي للشعب على الاستهلاك الزائد»!لم يكن يتوقع أصحاب الحس الساخر أن يصل هذيان الإعلام المصريّ إلى الحد الذي وصل إليه، وعلى الرغم من الجديّة التي يبدو عليها إعلاميو مصر خلال برامجهم، فحديثهم يشير بوضوح إلى «المورستان» الذين يخرجون منه، ويعملون على إدخال المجتمع فيه. الأخير لم يعد يمتلك سوى سلاح السخرية.

مساء الأحد الماضي، كانت الجماهير المصرية على موعد جديد من «المسخرة الإعلامية»، بعدما أطلّت الإعلامية أماني الخيّاط عبر برنامجها «مباشر من العاصمة» على قناة «ON TV»، لتناقش ما تعيشه مصر من ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع بعد قرار الحكومة المصرية بتحرير سعر صرف الجنيه المعروف بـ «قرار التعويم». وحملّت الخياط الشعب مسؤولية التدهور الاقتصادي مؤكدة «ربنا اختار لنا شكل غلاء الأسعار، وهي الأداة التي يراجع بها كل مواطن مصريّ ما له وما عليه، والأداة فيها من القسوة كطفل ينبت له أسنان ويمر بالآلام، وهو ما نعيشه» مطالبة الجماهير «نبطل نقول ده بيغلى وده بيرخص، اللحظة بستدعيني، ولازم نشوفها كويس، ولازم نعرف إن إحنا في اختبار من ربنا مش من القيادة السياسية، هل أنتم مؤمنون بحق؟»!
بدت الخيّاط طوال الحلقة في جديّة تامة، تنطق هذيانها كأنه يقين مطلق. أمر دفع بعضهم في إطار السخرية إلى تصويرها بـ «النبية التي لا تنطق عن الهوى»، فيما علّق آخرون «كلامها يستحق أن تشد عليه السيفون»، وانتشرت مطالب بمصادرة أموال وممتلكات مقدمي البرامج الحواريّة «الذين ينهرون الشعب الفقير بزعم أنه نمرود». وتابعت الخياط «أنا قلت ما تاكلوش إلا تلات إربع البطن، وآن الآوان أن الطبقة الوسطى تبطل فكرة التحويش»! مشددة «لازم ناخد عبرة من مشهد بكاء السيسي، اللي يؤكد أن غلاء الأسعار سلاح ربنا لتعليمنا، وبعد بكائه ربنا ما حبش يسيب السيسي في الحير ة، لأن الضغط عليه أكثر من اللازم، واختار أداة تعلمنا في الغلاء اللي بنعيشه، علشان نبطل الاستهلاك وناكل عمّال على بطال ونملأ بطوننا»!! وتصل الخياط إلى قمة الهذيان «عدم قبول المصريين بالغلاء زي اللي حصل في عهد النبي لما نزلت عليه الرسالة ولم تؤمن قريش، ولو وقفنا عند السكر والعدس يبقى إحنا في أزمة، ودي أمارة ربنا»!!
الخيّاط، مذيعة تعرف كيف تجر على نفسها المصائب. سبق أن طردها المالك السابق لقناة «ON TV» نجيب ساويرس في تموز (يوليو) 2014، بعدما اتهمت المملكة المغربية بالاعتماد على الدعارة كبنية اقتصادية، مشددة على أنّ المغرب يسجل أكبر نسبة لـ «انتشار الإيدز في الوطن العربي»! أمر دفع بساويرس إلى طردها من القناة، قبل أن تعود مع شراء رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة لقنوان «أون». وتُعرف الإعلامية المصرية بمواقفها المؤيدة للنظام المصري إلى درجة أنها طالبت الرئيس عبد الفتاح السيسي في أيار (مايو) 2014، وقبيل وصوله إلى قصر الاتحادية، بأن يضع أجندة وطنية للإعلاميين لا يحيدون عنها في مناقشة القضايا المطروحة في برامجمهم وفق ظروف كل مرحلة! كذلك ورد اسمها ضمن تسريبات اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي التي يعطي فيها أوامره لبعض الإعلاميين وتحديد كلماتهم على الشاشات، مسبقة بمفردة «البت أماني» على لسان اللواء عباس!