في دردشة معه، لا يخفي رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، حذره من التحدث لـ «الإعلام». لن يكون جاهزاً، خلال الأشهر الستة المقبلة، للادلاء بأي موقف أو تصريح، كما قال لـ «الأخبار». سيعكف، بعد حفل التسلم والتسليم، على دراسة ملفات الجامعة الكثيرة والمعقدة، وهذه عملية ستستغرق وقتاً وجهداً.
ارتياح لإعفاء الجامعة من بدعة المستشارين
الحفل الرسمي، الذي أقيم أمس في قاعة المؤتمرات، سبقته إشاعة أجواء ارتياح من خطوات اتخذها الرئيس الجديد في الأسبوع الأول لتسلمه مهماته، منها على وجه الخصوص توجيه كتب لمستشاري الرئاسة يشكرهم فيها على الفترة الاستشارية، متمنياً أن يلبوا طلب الاستعانة بجهودهم عند الحاجة، أي إعفاء «لبق» من المهمات. ينقل البعض عن أيوب قوله لأعضاء مجلس الجامعة: «جميع أساتذة الجامعة هم مستشارون لها». هل يعني ذلك أن الرئيس سيتخلى فعلاً عن هذه البدعة؟
وكانت بورصة المستشارين المتحركة قد لامست في العهد السابق 26 مستشاراً يتقاضون تعويضات على شكل مكافآت سنوية، ما خلق إدارة رديفة، وطبقة من الناس تتمتع بصلاحيات خارقة تحل مكان المجالس الأكاديمية، حتى صح تسمية الجامعة اللبنانية بجامعة المستشارين.
كذلك يسجّل أهل الجامعة للرئيس الجديد إصداره قراراً بإلغاء المكافآت المالية التي صدرت في الشهر الأخير وأثارت اعتراضات داخل الجامعة ووصلت الى النيابة العامة المالية.
إلاّ أنّ تحقيق استقلالية الجامعة الأكاديمية والإدارية والمالية عن السلطة السياسية يبقى العنوان الذي يختصر كل الانتظارات، من العهد الجديد. يتوقون إلى أن تكون جامعة كل لبنان تحكمها الخدمة العامة للجميع من دون تمييز، وليست جامعة الزعماء والأحزاب والطوائف.
يتوقف رئيس الجامعة السابق عدنان السيد حسين عند علاقة المؤسسة التربوية بوزارة الوصاية، أي وزارة التربية، فيؤكد أنها قائمة على نهج الاستقلالية، عملاً بأحكام القانون، وخصوصاً أن «هناك فارقاً بين علاقة الوصاية وعلاقة التبعية المباشرة».
لا يتأخر وزير التربية الياس بو صعب في الرد فيقول: «لا لوصاية أحد على الجامعة اللبنانية، وطبقت شخصياً ذلك من خلال إصراري على تأليف مجلس الجامعة الذي كان معطلاً منذ 2004 حيث كان الوزير ورئيس الجامعة يقومان بصلاحياته، ثم إنني أعارض مثلكم الوصاية السياسية وأدعم استعادة الصلاحيات من مجلس الوزراء، لأنني مقتنع تماماً بأنّه ليس هناك جامعة في العالم تتحكم الحكومة في مفاصلها الأكاديمية».
بو صعب رأى أنّ مشكلة الجامعة ليست في التحاصص المذهبي والطائفي، إنما في التعاطي معها على أنها قطاع غير مربح مالياً، مبدياً صدمته مما قاله له أحد المسؤولين الكبار في الدولة: «انت بتعرف قديش الجامعة بتخسر؟».
أما أيوب فقد التزم، في أول خطاب له، أن تكون القوانين البوصلة التي سيهتدي بها، متعهداً المحافظة على أموال الجامعة ومواردها ومنع الهدر ومحاسبة الفاسد ومكافأة المخلص والوقوف إلى جانب المظلوم.
بدا لافتاً الإصرار على عرض فيلم مصوّر يدحض الاتهامات التي رافقت وصول أيوب إلى الرئاسة بالحديث عن شهاداته وبراءات الاختراع التي نالها وخبرته الواسعة في الطب الشرعي والإنجازات التي حقهها في هذا المجال.