نزاع أمل ــ التيار يتجدّد في الخارجية: من يكون الرقم 2 في برلين؟
منذ منتصف تشرين الثاني، بدأت القصّة تتفاعل، بعد أن أرسلت «الخارجية» إلى وزارة المال مرسوم نقل بشير عزام من بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة إلى برلين، وأحمد سويدان من برلين إلى الإدارة المركزية، وإرسال بشير سركيس إلى القنصلية العامة في هيوستن. رفض، يومها، الوزير علي حسن خليل توقيع المراسيم الثلاثة، لأنّ تعيين مركز برلين لم يأتِ كما تشتهي حركة أمل. بقيت الأمور على هذه الحالة، قرابة الثلاثة أسابيع، قبل أن يُقرر خليل توقيع مرسومَي أحمد سويدان وبشير سركيس، ويَحفَظ في المقابل مرسوم بشير عزّام لديه، مُتمسِكاً بقرار حركة أمل «تعيين حمزة جمّول قنصلاً في برلين، ويكون الديبلوماسي رقم اثنين في السفارة».
يبدأ مسؤولون في «الخارجية» بالتوضيح أنّه لا يوجد مركز قنصل في السفارة في برلين، «يُعيّن في كلّ بعثة، إلى جانب السفير، ثلاثة أو أربعة ديبلوماسيين. وغالباً، ما يُكلّف الأدنى رتبةً بينهم بمتابعة الشؤون القنصلية داخل السفارة». يطرحون السؤال: «ما معنى ديبلوماسي رقم 2 أو 3 في البعثة؟ الأمر يتعلّق بالسفير والمهام التي يوزعها على الديبلوماسيين العاملين معه. فضلاً عن أنّه لا يوجد مركز مُخصّص عُرفاً لطائفة من دون أخرى». ينطلق المسؤولون من هذه النقطة، للقول إنّه «يجب أن يكون في بعثتنا في ألمانيا أكثر من ديبلوماسي مُكلفين بمهام مُتنوعة، ويُمكن الإيعاز إلى حمزة جمّول متابعة الشؤون القنصلية، بعد أن يتمّ تعيينه بقرارٍ من الوزير لكونه ينتمي إلى الفئة الثالثة». ليس لدى «الخارجية» مُشكلة في إرسال جمّول إلى برلين، خصوصاً أنّ الغاية من تعيين بشير عزّام في ألمانيا، «ليست التعامل مع الجالية وما يتطلبه العمل القنصلي، بل تفعيل التواصل مع السلطات الألمانية، من أجل توضيح كلّ الملفات العالقة في حال وُجدت، وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية. الخبرة التي اكتسبها عزّام من عمله في نيويورك، تُخوّله لعب هذا الدور». والنقطة التي يطرحها المسؤولون هي أنّه لا يجوز لوزير المال أن يوقف مرسوماً، «فرقابته مالية. هل المرسوم غير مستوفي الشروط حتى يحفظه؟».
ليست وزارة المال، حقيبة «عادية»، بالنسبة إلى حركة أمل. تقول مصادرها إنّ «المالية وزارة سيادية، ولم يُناضل رئيس مجلس النواب نبيه برّي للحصول على التوقيع الرابع، حتى يتحول وزير المال إلى مُجرّد باشكاتب». تعتبر مصادر حركة أمل أنّ «التعيين في برلين لم يُنسّق معنا. كلّ البعثات موزعة طائفياً. لماذا في أفريقيا حصلت الطائفة الشيعية على ثلاث سفارات؟ بسبب الجالية». انطلاقاً من هنا، أتت المطالبة بأن يكون «الرقم 2» في برلين من حصّة حركة أمل، «وبعيداً من تفاصيل التسمية، أي شخص يستلم المهام القنصلية، يُطلق عليه لقب قنصل أياً تكن فئته الوظيفية». تُصرّ حركة أمل على أن يكون حمزة جمّول قائماً بالأعمال في برلين، «وحتى نتجه في المستقبل إلى المطالبة بمركز السفير في ألمانيا». ألا تقبلون إذاً بتعيين بشير عزّام وحمزة جمّول، على أن يُكلّف الثاني بالشؤون القنصلية؟ تعود المصادر إلى يوم كان رامز دمشقية سفيراً لدى ألمانيا، «وكان من المفترض أن يكون وسيم إبراهيم الرقم 2 في السفارة ومُكلفاً بالشؤون القنصلية. ولكن بسبب خلافات بين دمشقية وإبراهيم، عُزل الأخير وسُلّمت مهامه لـ(مدير مكتب وزير الخارجية حالياً) هادي هاشم». ما يُخشى منه حالياً، «حصول تطورات ما، تؤدي إلى تدهور العلاقة بيننا (حركة أمل) وبين السفير مصطفى أديب، أو يُعقد اتفاق بين الأخير وبشير عزّام على حساب حمزة جمّول». والحلّ؟ «الموضوع سياسي»، بالنسبة إلى حركة أمل التي لا تريد التنازل، تماماً كما تُصرّ وزارة الخارجية على إرسال أكثر من ديبلوماسي إلى برلين، وفي مقدمهم بشير عزّام.