«أستانا 11»: مستقبل اتفاق إدلب... وحظوظ تشكيل «اللجنة الدستورية»
الوفود الحاضرة في فندق «ذا ريتز كارلتون» أمس، التزمت الصمت الإعلامي، بما في ذلك دي ميستورا الذي قد تكون مشاركته هذه، الأخيرة ضمن إطار «أستانا». وحده المبعوث الروسي ألكسندر لافرينتيف، الذي التقى وفده فقط جميع الأطراف المنخرطة في الاجتماعات، قال في حديث مقتضب إن المشاركين سيناقشون الوضع في إدلب وملف عودة اللاجئين، كما مكافحة الإرهاب و«اللجنة الدستورية». ولفت إلى أن جميع الأطراف أكدت «التزامها غير المشروط» بالاتفاقات التي جرى التوصل إليها بين بلاده وتركيا حول إدلب، مضيفاً أن «إنشاء المنطقة المنزوعة السلاح» هناك «يتطلب وقتاً إضافياً... والعمل ما زال مستمراً على ذلك».
ويفترض أن تعقد اليوم جلسة ختامية لهذه الجولة، قد تتضمن بياناً مشتركاً من الدول الضامنة، تليه تصريحات من رؤساء الوفود المشاركة. وستكشف هذه التصريحات احتمالات تحقيق اخترق في ملف «اللجنة الدستورية»، وهو الهدف المركزي الذي يضعه المبعوث الأممي نصب عينيه الآن. ومع أخذ موقف دمشق الأخير في هذا الشأن بالاعتبار، وهو الرافض تسمية تشكيلة الثلث الثالث عبر الأمم المتحدة، تبرز جولة أستانا على اعتبارها «فرصة» أمام دي ميستورا والدول الضامنة للتفاهم على صيغة بديلة قد تنقذ هذا المسار. وكانت روسيا قد قادت خلال الشهرين الماضيين جهوداً شملت معظم العواصم المعنية بالملف السوري، ولم ترشح بعد معلومات عن نتائج هذه الجولة في ما يخص «اللجنة الدستورية».
وكان لافتاً بالتوازي مع اجتماع مجموعة العمل المعنية بملف المعتقلين والمختطفين في أستانا، تكثيف الضغط الإعلامي من الجانب الأممي على الحكومة السورية، إذ طالبت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا، في بيان، بـ«إبلاغ أسر من اختفوا وهم قيد الاحتجاز، بما حدث لأقاربهم، وتقديم سجلات طبية بذلك»، إلى جانب «الاعتراف بشأن كيفية وفاة الضحايا، والكشف عن أماكن وجود رفاتهم... وإجراء تحقيق فوري وكامل وشفاف ومستقل في كل حالات الوفاة أثناء الاحتجاز». واعتبرت أنه «لا يمكن إحراز تقدم باتجاه إقرار سلام دائم لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثمانية أعوام دون تحقيق العدالة». ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر في المعارضة، أن الوفد الحاضر في أستانا برئاسة «رئيس الحكومة السورية المؤقتة» السابق أحمد طعمة، سيركّز بشكل خاص خلال اللقاء مع روسيا والأمم المتحدة، على «عدم تشكّل المناخ المناسب من أجل عودة اللاجئين وإعادة إعمار البلاد، وعلى مواصلة النظام لاعتقالاته».
وبالتوازي مع انعقاد المحادثات، استمر التوتر على خطوط التماس في ريف حماة الشمالي، ودارت اشتباكات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في محيط قرية الجيسات شمال مدينة محردة. وأفادت «سانا» بأن الفصائل تعمل على تحصين خطوط الدفاع وحفر أنفاق في بلدة كفرزيتا ومورك، رغم أنها ضمن حدود «المنطقة المنزوعة السلاح المفترضة».