مقالات للكاتب

رامح حمية

الإثنين 27 كانون الثاني 2014

شارك المقال

أسعار الخضر «نار»

«يمكن صار ممنوع علينا نطعمي أولادنا عرق أخضر، كيف لا، والخسّة صارت بألفي ليرة.. يعني بهالبلد شو بدو ياكل الفقير والمعتر». بهذه العبارة العفوية تحاول فاطمة حيدر التعليق على ارتفاع سعر الخضر والحشائش في سوق بعلبك، وهي تعيد الخسّة إلى مكانها فوق عربة الخضر.

في الأسبوعين الماضيين سجّل ارتفاع ملحوظ في أسعار جميع أنواع الخضر والحشائش في أسواق البقاع، وراوحت الزيادة في الأسعار بين الضعفين والثلاثة أضعاف عن اسعارها السابقة. اسعار الباقة الواحدة من النعناع والبقلة والرشاد والزعتر ارتفعت إلى ألف ليرة، وصار سعر كيلوغرام الخيار 3000 ليرة، والبندورة 2500 ليرة واللوبياء 6000 ليرة، والكوسى 3500 ليرة، والسبانخ 3000 ليرة والباذنجان 3500 ليرة.
البقاعيون لم يعتادوا ارتفاع اسعار الخضر بهذه النسب، إلا في شهر الصيام، فلمَ ترتفع الآن؟ حسن سماحة، أحد مزارعي الخيم البلاستيكية في سهل البقاع، أوضح أن «الارتفاع الحاصل في أسعار الخضر يعود إلى «موجة الصقيع» التي ضربت السهول المحيطة بمجرى نهر الليطاني»، ما أدى بحسب رأيه إلى تضرر عدد كبير من خيم الخس والبندورة والخيار وأنواع الحشائش، «وحتى البطاطا اللقيسة ما سلمت من الصقيع، وأنتجت نوعية رديئة، وعلى الرغم من ذلك ارتفع سعر الكيلوغرام إلى 1600 ليرة»، يقول سماحة.
تاجر الخضر حسن حرب لفت إلى أن ذلك «ليس السبب الوحيد في ارتفاع الأسعار»، وأن المشكلة تكمن أيضاً في «زيادة الطلب في ظل تدني العرض وتضرر الإنتاج الزراعي البقاعي»، موضحاً أن الخيم البلاستيكية على الساحل والمزروعة بالحشائش واللوبيا، «أنقذت» السوق اللبنانية من ارتفاع أكبر في أسعار الخضر. وشرح أن حاجة السوق اللبنانية كبيرة خلال فصل الشتاء، وإذا ما اضيف إليها النزوح السوري الكبير، فإن الكميات المعروضة في السوق «لا تكفي»، مشدداً على أنه «لولا دخول كميات، وإن كانت قليلة ومحدودة، من الخيار والبندورة والفليفلة من سوريا والأردن، لكانت الأسعار أكثر غلاءً، ولا يمكن تصورها، لكان كيلوغرام البندورة أو الخيار «ما بيقلّ» عن 6000 ليرة».
أحد تجار الحسبة في الفرزل ــــ البقاع الأوسط أوضح أن الإنتاج الزراعي السوري «لا يزال حتى اليوم يمثل عنصراً داعماً للسوق اللبنانية، وبأنواع عديدة من الخضر أو الفواكه، هو الذي ينتج عنه «توازن» على مستوى الأسعار في السوق اللبنانية، مشدداً على أن أسعار بعض أنواع الخضر كانت ستبدو «كارثية لو لم تكن مستوردة من سوريا».
يتوقع تجار الخضر في البقاع انخفاضاً على مستوى أسعار الخضر بمجرد «طرح المزارعين إنتاج خيمهم الجديد»، إضافة إلى انخفاض في سعر البطاطا من 1600 ليرة إلى ما دون الألف ليرة، بمجرد دخول البطاطا الأردنية إلى السوق اللبنانية بعد أيام قليلة.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي