حلب | تنفّس أهالي حلب الصعداء بعد فتح طريق خناصر ــ أثريا، شريان المدينة الوحيد نحو المحافظات الأخرى. ومنذ شيوع خبر فتح الطريق، بادرت شركات النقل إلى استئناف رحلاتها، فيما انطلقت عدة قوافل تجارية منها باتجاه المحافظات لتلتقي في خناصر وأثريا بعشرات صهاريج الوقود وشاحنات الخضر والفواكه القادمة إلى المدينة.
وقال مصدر في شرطة مرور حلب، التي تشرف على «كاراج» نقل الركاب: «تم تسيير 35 حافلة إلى المحافظات الأخرى صباح الخميس، وهنالك أعداد أكبر في الأيام القادمة».
وقال ناظم حنطاية، وهو وكيل شركات شحن، لـ«الأخبار»: «لدينا بريد وطرود متراكمة منذ أسبوعين، معظمها يتعلق بوثائق رسمية مرسلة إلى العاصمة أو خارج القطر، وتتوقف عليها مصالح مختلفة للناس، سارعنا إلى شحنها فوراً لثقتنا بأن الطريق آمن تماماً».
في سوق الهال المؤقت في الحمدانية، كادت سيارات الشحن الصغيرة تغلق الشوارع بالقرب من السوق الذي كان على موعد مع عشرات الشاحنات المتوسطة والكبيرة التي حملت أطناناً من السلع الغذائية التي فقدت من الأسواق. بعض التجار سارعوا إلى إيصال شحناتهم للاستفادة من أعلى سعر قبل إغراق الأسواق في حلب بالسلع المفقودة، الأمر الذي سيجعل الأرباح تعود إلى معدلاتها الطبيعية.
«السوق بحاجة إلى كميات كبيرة والأرباح ممتازة»، يقول وفيق نيربي الذي يستعد للعودة إلى حماة لإحضار كمية جديدة من بيض المائدة. ويضيف: «السوق عرض وطلب، سمعت أن سعر صحن البيض في المتاجر 1700 ليرة، ولكن نحن سلمنا للتاجر بنصف السعر. يجب أن تهبط الأسعار فوراً». انعكاس ذلك كان سريعاً على المعروضات والأسعار على حدّ سواء في ساعات بعد الظهر. بات يمكن رؤية البيض ولحم الفروج والفواكه والخضر، ما جعل سوق الجميلية يبدو كأنه عشية عيد من الأعياد.
حركة السير التي تقلصت جداً لغاية يوم الأربعاء تنشطت، فيما سارع مئات السائقين إلى ركن سياراتهم في طوابير قرب محطات الوقود بانتظار ملء خزاناتها.

سارع المئات إلى ركن سياراتهم في طوابير قرب المحطات


من جهته، قال مصدر في «الشركة السورية لتخزين وتوزيع المشتقات البترولية» إنّ أسطول «الصهاريج التابع والمتعاقد مع الشركة لن يتوقف يوم العطلة، وسيجري تعويض المستهلك من مخزون المحافظة وتزويد المحطات ومختلف جهات الاستجرار بحاجتها من الوقود».
وحدها صهاريج الغاز غابت عن المشهد بسبب تعطّل معمل الغاز في الراموسة، لكنّ خمسة آلاف أسطوانة غاز ستصل يومياً إلى المدينة ريثما يتم إصلاح المعمل، وفق مصدر في المحافظة.
يمكن ملاحظة الانفراج على السوريين في حلب، الذين ينهال عليهم يومياً ما لا يقل عن عشرين قذيفة. لكن سؤالهم الراهن، ماذا تُعدّ الحكومة لاحتمال قطع الطريق مجدداً؟
المواطن سامر عنتبلي يرى أنّ التقصير سمة ملازمة للأداء الحكومي: «لم يتم بناء خزانات وقود استراتيجية بديلة، ولا تخزين كميات كبيرة من القمح أو الطحين، حتى حفر الآبار وتجهيزها لم يرقَ إلى مستوى المسؤولية». بدورها، رأت سناء علو أنّ الجهات المعنية في المحافظة تتصرف كأنه لا يوجد حرب ولا يوجد حصار أو احتمال حصار.