من «أنور العاشق» إلى «عصّام العطّار»... قهوة المساء مع ميلاد يوسف!

سنوات طوت بعضها من حياة ميلاد يوسف (الصورة)، ليس على شكل تطاير أوراق الروزنامة الرتيب، بل بتراكم شكّل تاريخاً يحكى فيه، ويصبح صاحبه واحداً من الأسماء المكرّسة في الدراما السورية. الشاب الذي صنع شهرته في «حارة الضبع» وتحديداً في صالون «العطّار أبو عصام» وشغفه بالنساء، والزواج ثم وصوله إلى قاعات السينما، ونهوض شرش المرجلة لديه بين الحين والآخر، صاغ قيمته الفنية في مكان آخر، ترك فيه بصمة ليس بأدائه فقط، بل حتى بطريقة نطقه للحروف بأسلوب مختلف.

طال انتظاره أمام الكاميرا هذا العام، ليس بسبب الركود الذي تشهده الدراما السورية كما يقول في حديثه مع «الأخبار» بل لأنه اعتذر عن ثلاثة أعمال، ولم يصل حتى الآن إلى الحد الذي يتعامل فيه مع مهنته على أنها باب رزق، وإنّما شغله يتيح له الاختيار وانتقاء الفرص المناسبة. يقول يوسف: «الركود لا يجعلني مستاءً، بقدر ما أشعر بتفاؤل لانطلاقة مرتقبة بعدها، فجميع قطاعات البلد بدأت تنتعش والانفراج في طريقه إلينا، لكن يفترض أن نبحث عن مفاتيح جديدة، ونعود إلى الأعمال المحلية ونغرق فيها حتى نتمكن من الريادة مجدداً. نحتاج إلى الهروب من القضايا الكبرى والمواضيع التاريخية، والتفرّد بفرضيات اجتماعية بسيطة، يمكن تحميلها مقولاتنا كاملة بدون أن نرهق كاهل الجمهور». بهذا التوصيف يلخص نجم «الخوالي» مشكلة الدراما السورية، موضحاً أنّه وافق على العمل في أوّل أعماله لهذا العام «روزنا» (جورج عربجي، وعارف الطويل) بسبب الشغف تجاه القصة الإنسانية وفريق العمل، والطريقة التي يشتغل بها المخرج مبتعداً عن المنطق التلفزيوني المعتاد، في تركيب الشخصيات، وطريقة الربط بينها، والدخول إلى أدق التفاصيل.
عن هذا الدور يوضح أنّه «ألعب شخصية «أنور» الشاب الدمشقي الذي يسبقه قلبه نحو ابنة العائلة الحلبية التي تنزح من مدينتها (ندين تحسين بيك) ويبدأ بالتعاطف معها ليس على المتسوى الانساني فقط، بل كحالة تمثل نموذجاً يكثف معاناة السوريين. تخسر العائلة جميع أملاكها في حلب، وتجد رجلاً في الشام تعتمد عليه في كل المصاعب. لن يكون هو فقط سند هذه الأسرة، بل ستخلق له قصة الحب هذه والتمازج مع يومياتها، مفترقاً في حياته، إذ سينتقل من المعتاد والرتيب، إلى اللهفة الساحرة والفضول الأخّاذ».
يقف الحديث هنا عند حدود العمل الذي تنتجه «المؤسسة العامة للتلفزيون». فلا مشاريع واضحة يمكن الحديث عنها، حتى «باب الحارة» لم يفتح مصراعيه بعد، ولم تتضح الأمور حوله. هناك من يقول إن مشاكل mbc قد تودي بالعمل الشامي الأكثر مشاهدة وشهرة! وما الضير؟! ربّما أزف الوقت لنشاهد منذ الآن ميلاد يوسف خارج هذه المعمعة الشامية المكرورة!

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي