لم يصدر، في اليومين الماضيين، أي نفي رسمي سعودي أو سوري أو روسي، لزيارة رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك للرياض، ولقائه ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بوساطة روسية («الأخبار»، العدد ٢٦٥٣، الجمعة ٣١ تموز ٢٠١٥)، فيما صدرت إشارات من دمشق تؤكّد حصول الزيارة، من دون الخوض في التفاصيل.
فقد نقلت صحيفة «صاندي تايمز» البريطانية عن مسؤول سوري بارز تأكيده أن مملوك زار العاصمة السعودية الشهر الماضي والتقى محمد بن سلمان. وأكّد المسؤول للصحيفة ما نشرته «الأخبار» عن أن فكرة الزيارة جاءت أثناء لقاء الأمير السعودي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سانت بطرسبرغ في حزيران الماضي. ونقلت أن بوتين طلب اعترافاً من محمد بن سلمان بأنه ليس هناك محاولات لتغيير النظام في دمشق، مشيراً إلى أن هناك حاجة إلى حل جديد للأزمة السورية، ولافتاً إلى أن الرئيس بشار الأسد لا يزال في السلطة رغم التكهنات بانهياره.
وذكرت الصحيفة أن موضوع اللقاء سيكون محل نقاش في مؤتمر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي سيعقد اليوم في الدوحة، كما يناقشه وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن «مسؤول بارز في دمشق» أن النظام السوري تلقى تأكيدات من مستويات عالية بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تركز جهودها الحالية كلها على هزيمة تنظيم «داعش»، أكثر من تركيزها على إطاحة نظام الأسد. ولفتت الى أن المبادرة الروسية تأتي في ظل القلق من التراجع الذي أصاب الجيش السوري ميدانياً، وفي وقت زادت فيه إيران من مستويات نقل الأسلحة الى الجيش السوري، وأرسلت روسيا معدات متخصصة ونوعية لم تكن متوفرة لدى الجيش من قبل، بما في ذلك طائرات من دون طيار.
إلى ذلك، نقل موقع «الانتشار» الإخباري، الذي تربطه علاقات وثيقة بالقيادة السورية، عن «مصدر سوري» أن مملوك زار الرياض برفقة نائب رئيس الاستخبارات الروسية والتقى ولي ولي العهد السعودي، بحضور رئيس الاستخبارات السعودية صالح الحميدان. وذكر الموقع أن المصدر السوري «لم يشأ الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن اللقاء».
وكان السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبيكين قد توقّع في حديث صحافي قبل نحو أسبوعين إعادة الروح إلى معادلة الـ»س ــ س»، وهي العبارة التي أطلقها الرئيس نبيه بري عام 2008، في إشارة منه إلى التعاون السعودي ــ السوري لحل الأزمة السياسية التي استفحلت في لبنان يومها، وتعذر معها انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس السابق إميل لحود.
(الأخبار)