تناولت هيئة المتابعة في المؤتمر الوطني للإنقاذ الدعوات التي انتشرت أخيراً لاعتماد الفدرالية والكونفدرالية وتقسيم لبنان. واستغبرت، في بيان، مجاهرة البعض بالدعوة إلى التقسيم، ومنها بيانات وخطب أركان هيئة العلماء المسلمين وإعلان النوايا الموقع بين قيادتي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية (خصوصاً في الفقرة التي تتحدث عن ضرورة اعتماد اللامركزية المالية) أو في خطابات قيادة حزب الكتائب المستمدة من أدبيات الحرب الأهلية.
ودعت الهيئة المواطنين إلى ملاحظة أن أصحاب الدعوات «يستفيدون في الترويج لها من واقع انهيار الدولة، فيما هم كانوا وراء هذا الانهيار. وتأتي الدعوات في سياق ما يجري في المنطقة من نشر العنف والإرهاب وتصب في خدمة المشروع الأميركي ــ الإسرائيلي الرامي إلى تكريس سايكس بيكو جديدة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية وقبلية». وذكرت الهيئة بأنها ليست المرة الأولى التي «تبادر فيها بعض القيادات المسيحية إلى الدعوة إلى الفدرالية والكونفدرالية والتقسيم بحجج الخوف والغبن. والنتيجة كانت وبالاً على اللبنانيين والمسيحيين خصوصاً». وخلصت إلى أن «ما يوفر للبنانيين، بجميع طوائفهم ومللهم، الأمن والأمان والعدل والمساواة، نظام علماني حديث يقوم على المواطنة والعدالة وسيادة القانون في ظل دولة مركزية قوية. أما الدعوة إلى التقوقع والتعصب والانعزال فهي دعوة إلى الانتحار الجماعي للبنانيين، وبخاصة أبناء الطوائف الذين يتاجر البعض بخوفهم وقلقهم».