التنافس بين تيار المستقبل وحزب الاتحاد، في البقاعين الأوسط والغربي، أشبه ما يكون بالقصة الشهيرة لسباق الأرنب والسلحفاة. عملُ حزب الاتحاد، على مدار السنة أثمر أكثر من مشروع سياسي واجتماعي. فيما تيار المستقبل، كالعادة، يقصر نشاطاته على المناسبات «الفولكلورية»، كالافطارات السنوية التي يجعل منها منبراً للهجوم على مشاريع الوزير عبد الرحيم مراد.
ومن بين هذه المشاريع «مجمع السهول» السياحي الذي كان يشكّل إحدى قلاع الاتحاد حيث أقام مراد معظم نشاطاته وأعلن لوائحه الانتخابية، قبل أن ينشق المشرفان على المجمع، عمر مراد وعمر الصيفي، عن الاتحاد ويلتحقان بتيار المستقبل بعد وعد بحمايتهما قانونياً من اتهامات مراد لهما بالاختلاس. المجمع الواقع في بلدة الخيارة، عرين مراد في البقاع الغربي، استضاف السبت الماضي الإفطار السنوي لقطاع الاغتراب في تيار المستقبل، في حضور الأمين العام للتيار أحمد الحريري، وفي ظل تململ في صفوف المحازبين من التعاطي الكيدي لقيادة «الأزرق»، عبر إقامة الإفطار في هذا المجمع، بدل إقامة مشاريع منافسة من شأنها خلق فرص عمل في منطقة تعاني من تخمة في البطالة، وبدل إغلاق مؤسساته في المنطقة كما حدث مع فرع جامعة رفيق الحريري في جب جنين ومستوصف الحريري في تعنايل.
التململ بدا واضحاً من خلال التمنّع عن تلبية الدعوة الى الإفطار في صفوف المناصرين في المنطقة، فيما لم يتجاوز عدد المغتربين أكثر من 10% من الحضور.
وفي مقابل الهجوم المعتاد الذي شنّه الحريري في كلمتهعلى حزب الله وسوريا، أكّد أن البقاع «هو عرين تيار المستقبل»، إلا أنه لم يتطرق الى دعوة مراد «للحوار الداخلي في البيت السني»، والتي كان قد بدأها بإجرائه مصالحات في قرى عدة، كان آخرها قبل نحو عشرة أيام في بلدته غزة، في حضور رئيس البلدية محمد المجذوب المحسوب على المستقبل.
مصادر قريبة من مراد قالت لـ»الأخبار»: «هم يريدون التخريب، ونحن نرد عليهم بمزيد من المشاريع، وخلال أيام سيطلق مشروع «هلال الغد» خدمة لأهلنا في كل القرى في البقاع الغربي وراشيا». وأضافت: «المستقبل موهوم بأن البقاع في جيبه»، مشيراً الى أن تيار المستقبل لمس من الاحتفال التأبيني لرئيس بلدية جب جنين خالد شرانق، ومن خلال المصالحة في غزة قبل أيام، ونوعية الحضور في المناسبتين، أن شعبيته الى تراجع، ما استدعى قيام الحريري بزيارة البلدتين ورئيس بلدية غزة محمد المجذوب، «لقطع الطريق أمام المصالحات وتخريبها»، وخاصة أن الحريري رد على دعوة مراد للحوار بأن «الطريق الى السلام الداخلي تمر من قصر بعبدا، لا من قصر المهاجرين، وتمر في السرايا الحكومية، لا في سرايا المقاومة المزعومة وذراعها التشبيحية التي يشغلها حزب الله في المناطق».