نظام يجد في معظم الأحيان، لجميع هؤلاء المجرمين، «مخارج» لجرائمهم: فالزوجة خائنة والأخت تزني، أما الرجل المجرم فهو ارتكب جريمة شرف في لحظة انفعال. المجتمع أيضاً، عبر الثقافة الذكورية المتغلغلة فيه، يشارك في هذه الجرائم فيطلب من الضحية أن تتحمّل أوجاعها كي «لا تخرب بيتها» و«تحافظ على أولادها».
منال عاصي قتلها زوجها المجرم محمد النحيلي بطنجرة ضغط أمام والدتها. رقية منذر أطلق عليها زوجها المجرم محمد حسن منذر الرصاص وهي حامل. ولاء صوفان ابنة الـ17 عاما مزقت 4 رصاصات قلبها وفمها على يد والدها المجرم مصطفى صفوان. سلوى الأحمد قتلها شقيقها المجرم زياد الأحمد بسبب رسالة نصية وأعلن بوقاحة أنها جريمة شرف. سارة الأمين (47 عاما) لن تكون الاخيرة إذا لم يحدث تغيير حقيقيّ يحمي الناس.
منذ نحو شهر طرد المجرم علي الزين زوجته وأولاده الستة من منزلهم في دوحة عرمون. لم يسمح لهم بأن يأخذوا شيئاً من أغراضهم، حتى أوراقهم الثبوتية. توجهت الزوجة الضحية سارة الامين الى منزل والدها الذي حرمها المجرم رؤيته منذ زمن وتعرّف الأولاد بعد أعوام طويلة على عائلة والدتهم. رفضت سارة الخضوع أكثر لظلم زوجها ولظلم المجتمع الذي طلب منها وأجبرها على أن تصبر لعشرين عاما على صفعات وركلات وضرب زوجها لها يومياً.
أقامت دعوى لدى النيابة العامة الاستئنافية في بعبدا بجرم الضرب المبرح والإيذاء والعنف الاسري، الا ان الزوج رفض التجاوب مع القضاء وأبقى مصادرة أوراق الزوجة والأولاد الثبوتية. مجدداً، تحرّكت «وساطات» المجتمع الداعية الى الصبر على التعنيف أكثر على أمل أن يتغيّر الزوج المجرم، فقبلت سارة الوساطة وسامحت زوجها. بحجة الاحتفال بعيد ميلاد ابنتهما استدرج المجرم الزوجة الى المنزل وأحضر لها الورود، ومع تقدّم ساعات الليل احتدم الخلاف بين الضحية والمجرم. الساعة الخامسة فجراً ماتت سارة بـ 17 رصاصة في رأسها من سلاح كلاشنيكوف أمام أولادها. بدم بارد نفث المجرم دخان سيجارته وانتظر القوى الأمنية لتحضر. يقبع الزوج اليوم في فصيلة الشويفات وقد تسلمت النيابة العامة الاستئنافية في بعبدا التحقيق في الأمر. يؤكد محامي الضحية أشرف الموسوي أن «الزوج لا يعاني أي مشاكل صحية او نفسية وهو بكامل قواه العقلية، كما أن سارة كانت تتعرض منذ أعوام للضرب على يده أمام أولادها، ما دفعها الى رفع دعوى عنف أسري ضده».
تحرّكت «وساطات» المجتمع الداعية الى الصبر على التعنيف