"ليست رمّانة، بل قلوب ملآنة وأكثر". هكذا وصف مصدر في تيار المستقبل الحملة التي شنت من داخل التيار على وزير الداخلية نهاد المشنوق، وتلك المضادة دفاعاً عنه. وهذه المرة الأولى يصل فيها الانقسام في التيار إلى هذا الحد، إذ كانت التباينات يجري احتواؤها بأقل قدر ممكن من الضجيج. لكنها هذه المرة تجاوزت الخطوط الحمر وباتت تهدد "البيت الأزرق" بالتصدّع الذي بدأت بعض ملامحه تظهر في قواعده وجدرانه.
الهجوم على وزير الداخلية أخذ صبغة شمالية خالصة بعدما تزعمها زملاؤه في الكتلة والتيار في طرابلس والشمال، على رأسهم الوزير أشرف ريفي والنائبان محمد عبد اللطيف كبارة وخالد ضاهر، ولم توقفها بيانات الدفاع عن المشنوق من قبل الرئيس فؤاد السنيورة والوزير رشيد درباس والنائبين فريد مكاري وهادي حبيش.
يقرّ المصدر المستقبلي بأن "الخلاف المضمر والود المفقود" بين المشنوق وريفي، "هو أحد الأسباب الرئيسية للحملة التي تُشَن على وزير الداخلية في طرابلس والشمال"، منبّهاً إلى أن "هذا الخلاف إذا لم يعالج سريعاً فإن هوّته ستحدث تصدّعاً وانشقاقاً داخل تيار المستقبل وسيكون رأبه مكلفاً، فضلاً عن صعوبته". ويرد التباين إلى "عدم الارتياح من تقدّم المشنوق على زملائه، وخصوصاً ريفي، لجهة حيازته ثقة الرئيس سعد الحريري وتوليه وزارة مهمة كالداخلية، أو لجهة اختياره ليكون ممثلاً للمستقبل في الحوار مع حزب الله، وهذه أمور تعزز حظوظه أكثر من سواه في إمكانية الوصول إلى السرايا الحكومية ما بقي الحريري بعيداً، أو أقله إعادة تكليفه وزارة الداخلية في أي حكومة مقبلة".
أضف الى ذلك، بحسب المصدر، الخلاف في مقاربة ملف الموقوفين الاسلاميين الذي يوليه كبارة وضاهر اهتماماً لأسباب مناطقية وانتخابية، لأن أغلب الموقوفين من طرابلس والشمال، ما يجعلهما محرجين أمام قواعدهما الشعبية والانتخابية، ويدفعهما إلى تصعيد مواقفهما. ويُعبّر المصدر عن أسفه "لأن ما لم يستطع خصوم تيار المستقبل القيام به في شقّ صفوف تيارنا، يقوم به أهل التيار أنفسهم".