القاهرة | ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الصحافة المصرية اللغة الطائفية والمذهبية على صدر صفحاتها، لكن التوقيت مهم هذه المرة. الإعلام المصري ـــ فضائيات وصحفاً ومواقع الكترونية ـــ كان سبباً مباشراً في الكثير من الحوادث الطائفية التي ذهب ضحيتها العشرات بين قتلى ومصابين. كلنا يذكر مثلاً واقعة يحاكم فيها العشرات حالياً بسبب قتلهم عدداً من الشيعة في محافظة الجيزة في عهد محمد مرسي.
هذه المرة، تضطلع وسائل الإعلام نفسها بهذا الدور في إطار مساندتها للدولة في مشاركتها في التحالف ضد اليمن. منذ اليوم الأول، كانت الحكومة المصرية تصر على أنها تشارك في هذه الحرب «حفاظاً على أمنها القومي» ومساعدةً للحكومة «الشرعية» في اليمن لاستعادة الحكم. وكانت تشدد على أنّ لا بعد طائفياً في المعركة. لكن رويداً رويداً، بدأت الصحف الخاصة التي تدور في فلك النظام بالكشف عن وجه المعركة الحقيقي والقبيح: إنّها «الطائفية».

منذ يومين، تواظب جريدة «اليوم السابع» على إضافة فضيحة جديدة إلى فضائحها وفضائح الصحف المصرية. هكذا، أعدت ملفات بعنوان «الشيعة قادمون» تحاول فيها إثبات أنّ هناك مخططاً لإنشاء امبراطورية إيرانية على الأراضي العربية تكون عاصمتها بغداد و«إيران تسخّر لذلك بعض الشيعة العرب»!

أعدت اليوم
السابع ملفات بعنوان «الشيعة قادمون»
وأوردت أنّ «ثورات الربيع العربي» التي حصلت خلال السنوات الأربع الأخيرة، ظلت بعيدة عن الطائفية والمذهبية إلى أن دخلت إيران على الخط سواء في المعادلة السورية، «حيث تساند السلطة العلوية، أو عندما دخل الحوثيون على خط الصراع، مدعومين من النظام الإيراني». وتابعت أنّ ما يحدث الآن هو تنفيذ لمخططات قديمة تناولتها مراكز أبحاث تحدثت منذ الثمانينيات عن تقسيم دول المنطقة على أساس طائفي وعرقي.
رئيس تحرير «اليوم السابع» خالد صلاح كتب مقالاً مطولاً يمتدح فيه «حكمة» الحكام العرب الذين اجتمعوا في شرم الشيخ قبل أيام، وهاجم طبعاً المشروع الإيراني في المنطقة، موجهاً رسالة إلى الحكام العرب المشاركين في الاعتداء على اليمن بأنّ «الحكمة التي سادت أجواء القمة بعدم الانجراف إلى المنظور المذهبي بشأن ما يجرى في اليمن، لا تعني بالضرورة أن غيرنا لن يفعل ذلك، أو أن أصحاب المشروع في إيران أو في الداخل العربي لن يواصلوا أعمال التحريض على الانقسام مستغلين ما يجري في اليمن وتصويره على هذا النحو المذهبي المتطرف»!