في ما يبدو ردّاً من السلطات السورية على الإجراءات المتشددة التي اتخذتها السلطات اللبنانية للحد من دخول السوريين الى لبنان، امتدت طوابير الشاحنات المتجهة صوب دمشق على ثلاثة خطوط، بدءًا من مفرق الاكرمية صعوداً حتى باحة جمارك المصنع، المكتظة هي أيضاً بالشاحنات التي لا تزال تنتظر منذ نحو اسبوعين السماح لها بالعبور، من دون ان يجد سائقوها جواباً على تأخرهم، بعدما انتهت العاصفة وفتحت جميع الطرقات، وانجزت معاملات مغادرتهم.
نحو 350 شاحنة، تنتظر في الباحة وخارجها، داخل الاراضي اللبنانية في انتظار اشارة من الجمارك السورية، فيما تنتظر نحو 200 شاحنة من الجهة الاخرى في باحة جمارك الجديدة، وصولا الى الحدود اللبنانية، ايضاً في انتظار الافراج عن السائقين وشاحناتهم. ويجزم السائقون بأن الاسباب سياسية بامتياز، لأن أي عطل في السكانر كان يحل في ساعات وخلال مدة أقصاها يومان. علماً أن الأزمة تزامنت مع الاجراءات الجديدة التي اتخذها الامن العام اللبناني، كما تزامنت مع العاصفة الثلجية التي أغلقت الطرق الرئيسية وأدّت الى غياب موظفي الجمارك أربعة أيام.
المشكلة خلقت واقعاً انسانيا سيئاً، في ظروف مناخية جداً صعبة، في منطقة تعرف بوادي جهنم، لكونها شديدة البرودة في فصل الشتاء، وفي منطقة تعيش فيها الحيوانات المفترسة.
ويخشى أن الأزمة الى كارثة اقتصادية، وخصوصاً ان غالبية الشاحنات تحمل خضاراً وفواكه، ما يهدّد التجار بخسائر فادحة، فضلا عن أن غالبية الشاحنات سورية ما يرتّب على السائقين غرامات فادحة، إذ ان المهلة المحددة لاقامة الشاحنة السورية في لبنان هي 15 يوماً، ويغرم السائق 50 الف ليرة عن كل يوم مخالفة.
من جهته، قال رئيس نقابة الفلاحين في البقاع إبراهيم ترشيشي لـ «الأخبار»، الجمعة الماضي، إن اتصالات تجري مع الجانب السوري لتسهيل عبور الشاحنات، وإن رئيس المجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري ردّ على الاتصالات الجارية معه بأن «لا شيء سياسياً عند الجانب السوري». واضاف: «أبلغونا أن المشكلة هي عطل في السكانر، يرجّح الانتهاء من إصلاحه خلال اليومين المقبلين»، ولكن حتى يوم أمس كانت الأوضاع لا تزال على حالها.