أسئلة كثيرة محفوفة بمخاوف كبيرة طُرحت غداة الكشف على العبوة المعدة للتفجير، التي عثر عليها عناصر شعبة المعلومات في الأمن العام، صباح أمس، على جانب الطريق الرئيسية في بلدة مجدليا التي تربط طرابلس بزغرتا.
أبرز هذه الأسئلة هو دوافع وأسباب تمدد العبوات الناسفة إلى خارج طرابلس، وتحديداً باتجاه تخوم المدينة مع زغرتا، في تطور أمني بالغ الدلالة والخطورة، ويحمل في طيّاته استعادة لمشهد «خطوط التماس» والاشتباك السياسي ـــ الأمني، الذي رُسم لفترة وجيزة بين المنطقتين في مطلع الحرب الأهلية 1975. وهل هناك من يحاول إعادة إحياء هذه الخطوط مجدداً؟
ثاني الأسئلة هو ما إذا كان الجيش اللبناني هو المستهدف، فالعبوة عثر عليها في مكان قريب من مركز كبير للجيش عند مستديرة بلدة مجدليا، والطريق التي عثر على العبوة بجانبها يسلكها على نحو دائم عناصر وضباط وآليات الجيش في تنقلهم بين طرابلس وزغرتا، ما قد يرجح احتمال أن يكون المستهدف هو المؤسسة العسكرية.
أما ثالث الأسئلة، فهو إن كانت العبوة تستهدف إحدى الشخصيات السياسية، الزغرتاوية تحديداً؟ فقبل نحو أسبوعين تقريباً، سلك الطريق المذكورة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، متوجهاً إلى طرابلس لتقديم العزاء بالرئيس الراحل عمر كرامي، هو وشخصيات زغرتاوية أخرى، مثل رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، وهي كانت المرة الأولى، منذ سنوات، التي يزور فيها فرنجية عاصمة الشمال بسبب تدهور الوضع الأمني فيها.
يضاف إلى ذلك، فقد سلك الطريق المذكورة أيضاً الإثنين الماضي وفد من تيار المردة، ممثلاً فرنجية، زار منطقة جبل محسن لتقديم التعازي بالشهداء الذين سقطوا في التفجيرين الانتحاريين في المنطقة، فهل كان تيار المردة ورئيسه مستهدفين؟
ليس واضحاً بعد أي من هذه الأسئلة ـــ الاحتمالات هو المرجح، لكن المعلومات التي توافرت لـ«الأخبار» عن العبوة تشير إلى أن من وضعها، كان بالحد الأدنى يرمي إلى إثارة البلبلة وإيصال رسالة إلى من يعنيهم الأمر أمنياً وسياسياً، وفي الحد الأقصى ارتكاب جريمة متشعبة الأبعاد والتداعيات الخطيرة.
فالعبوة وضعت في منطقة شبه مهجورة تعرف بـ «تلة الذهب»، التي تتوسط أطراف طرابلس ومستديرة مجدليا، وقدر الخبير العسكري الذي كشف عليها وزنها بنحو 10 كلغ من المواد المتفجرة، وكانت موضوعة على بعد متر ونصف متر عن الزفت، وسط حشائش وأعشاب. والعبوة عبارة عن قارورة غاز محشوة بالمواد المتفجرة مع صاعق كهربائي وفتيل صاعق وشريط كهربائي بطول 15 متراً. وقد تولى عناصر الجيش اللبناني لاحقاً تمشيط كامل المنطقة الممتدة بين طرابلس ومجدليا، إلا أنهم لم يعثروا على أي أثر للفاعل، كما عمد الجيش بعد العثور على العبوة إلى إغلاق الطريق أكثر من 3 ساعات، وتحويل السير إلى طرقات فرعية، كما أقفلت مدرسة التوجيه القريبة من المكان أبوابها، وصرفت التلاميذ.