لو بتعرف عزيزي القارئ أو القارئة بحسب الدكتور أسعد ابو خليل، قدّي صرفت وقت، سنين يعني وتجارب لعرفت مش من زمان إنو غطا أي مرهم (دوا اسنان / حلاقة أو للفكش أو التعضيل) هوّي نفسو اللي بيفتحو. معقول؟!! انو بس لازم ابرمو لأنو في شكل سنّ، هوي بيفتح «الحنجور» (مش دقيق الإسم بس ما في غيرو لكلمة: Tube) وبرجع ببرمو كمان مرّة وبسكّرو... يعني ما تتصوّر ما في لزوم، ما أنا عم خبرك، انو كم مفك براغي، قياسات لأنو، كم شيش ومسلّة، مفك «تست» كهربا، فتت بالدبابيس حتى، وآخرة المطاف مع بداية حرب التحرير وبعدها الالغاء، اكتشفت انو سن من اسنان الشوكة طلع حفر وتنزيل قياسو، بيفتح الحنجور بدون ما يعذّب.
هلق مع انطلاق ورشة اعمار الوسط التجاري ببيروت، بداية التسعينات اكتشفت انو الغطا نفسو بيقدحو بيقدح اللي خلقو فبيفتحو، ومش انا اللي اكتشفت… إمراة! (فصيح) وقد شاهدتني واقفاً أمام المرآة في الحمّام، أحاول فتح دوا الأسنان بالشوكة كما ذكرت أعلاه فسألتني وبكل براءة: ماذا تفعل بالشوكة في الحمام وأنت تريد أن تفرك أسنانك فقط كما قلت لي؟ ودنت مني بعد الاستئذان ولم تفهم علاقة الشوكة بالحنجور، فبُحت لها بأنني أفتحه لا غير!! لم تصدّق ولم تستطع ان تكبت ضحكها، وتحول الى هستيري. فضحكت معها عندما طال الضحك... وهي طبعاً، مثلها مثل كثيرين أو حتى الاكثرية، تعتبرني وتظنّ أني «فهلوي» بلا شك كنجم معروف يكون عادة فهلوياً في كل مجال.... فهلوياً وجذاباً و «أقصر مما يظهر في التلفزيون» (لا يفهمون لماذا ولا انا أيضا) بالإضافة إلى أن لديّ كما يشيعون بصيرة ونعمة التنبؤ بالمستقبل السياسي والأمني لهذه الربوع ــ الأعجوبة ــ الفذة. قالت لي عندما استعادت وعيها: أنظر، (وأخذت مني الحنجور وغطاءه) ضع هذا الغطاء هنا وابرمه وانتهى الموضوع!!!... لحظة غريبة كانت! لحظة رائعة من ناحية و..مؤسفة جدا على صعيدي الشخصي... بلا شك كانت اكتشافا بسيطاً ورائعاً... اكتشافين عملياً: الأول: غطاء المرهم وامكانياته، شيء ساحر ــ الثاني: مستوى الجهل و«الفكحنة» لديّ وهذا الشعور بأني رغم اقامتي/ هجرتي عفوا وفي عمر مبكر جدا الى العاصمة بيروت، ما زلت اعتبر: «ريفي متنوّر»…
ربما صار يفترض بي، أن «أعود إلى الينابيع» (وهاي حركات ما بحبها ما بطيقها لا بل)… (دارج وبلَّش قبل بجملة) يعني ما رح يتغير عليي ولا عالعاصمة العصية شي... وين ما رحت طلوع أو نزول عاصمة / مناطق / ارياف، رح يضلوا نوابنا بمثلونا لحتى نقرر نقبعهن! ورح نضل ما بيتفسر معنا شي من كل اللي عم بيصير بغير: «كما تكونوا يولى عليكم»... أخ.. شو هالانطباع منشان بعدين، منشان شو باقيلو الواحد...