تغيرت المعطيات الميدانية في مدينة عين العرب (كوباني)، حيث أعطت أنقرة يوم أمس الضوء الأخضر لدخول قوات قريبة منها ستساعد مبدئياً في الدفاع عن المدينة، وذلك بعد أيام طويلة من الجهد التركي لتحديد هوية القوى الوافدة.ويتوقع أن تدخل في أي ساعة قوة من المقاتلين الأكراد الآتين من كردستان العراق والمزودين بأسلحة ثقيلة إلى مدينة عين العرب السورية التي وصلها يوم أمس مقاتلون من «الجيش السوري الحر». وذكر مسؤول محلي في منطقة تركية حدودية أن نحو 150 مقاتلاً من «الجيش الحر» عبروا الحدود ليلاً عبر «مركز مرشد بينار» الحدودي، فيما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» من جهته إن عدد المقاتلين هو خمسون.

وأوضح «المرصد» أن هؤلاء دخلوا إلى مدينة عين العرب مع أسلحتهم.
واكد نواف خليل، وهو متحدث باسم «حزب الاتحاد الديموقراطي»، أبرز الأحزاب الكردية السورية ذلك، قائلاً لوكالة «فرانس برس» إن دخول مقاتلي «الجيش الحر» عبر الحدود التركية إلى «كوباني»، «جرى بالتنسيق مع وحدات حماية الشعب التي تتولى حماية الإدارة الذاتية الكردية».
وفيما لم يكن بالإمكان التأكد من هوية قوة «الجيش الحر» الوافدة وإلى أي نفوذ تخضع، قال عبد الجبار العكيدي، وهو قائد عسكري في المعارضة السورية مقرب من تركيا، إنه قاد 200 مقاتل من «الجيش السوري الحر» إلى المدينة، لكن لا يوجد تأكيد لذلك من مصدر مستقل.
وسبق الدخول المفترض لقوة «الجيش الحر» أن وصلت إلى مطار شانلي أورفة في جنوب تركيا، ليل أول من أمس، طليعة المقاتلين الأكراد العراقيين المتوجهين إلى «كوباني»، كما أفاد المسؤول المحلي التركي، واستقلوا ثلاث حافلات في طريقهم إلى الحدود السورية التركية. وأوضح المسؤول التركي أن هذه الكتيبة الأولى «أصبحت موجودة في مكان سري في مدينة سوروتش» القريبة من الحدود، مشيراً إلى أنها «تنتظر الكتيبة التي ستصل براً وستعبران الحدود معاً».
واشنطن تؤيد أهمية السماح لـ«البيشمركة» بعبور الحدود



وكان وزير «البيشمركة» في كردستان العراق، مصطفى سيد قادر، قد قال، أول من أمس، إنه لم توضع حدود للفترة التي ستبقى فيها قوات «البيشمركة» في «كوباني». وقالت حكومة كردستان العراق من قبل إن قوات البيشمركة لن تشارك في القتال في كوباني مباشرةً، وإنها ستقدم دعماً بنيران المدفعية.
وبرغم تلك التطورات، طالب «حزب الاتحاد الديموقراطي»، الذي تدافع قواته عن عين العرب، فرنسا بالضغط على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي سيزور باريس اليوم، ليسمح بنقل تعزيزات إلى المدينة التي يحاصرها تنظيم «الدولة الإسلامية».
في غضون ذلك، كان واضحاً الدعم الأميركي لما يجري بشأن «كوباني» أمس. وقد قال منسق «التحالف الدولي» الجنرال الأميركي المتقاعد، جون آلن، إن قوات «البيشمركة» التي وصلت ستمنع سقوط مدينة عين العرب. وأضاف، في لقاء متلفز مساء أمس: «لا نعتقد أن كوباني على وشك السقوط بأيدي» التنظيم المتطرف، مشيراً إلى أن «دخول قوات البيشمركة سيمنع ذلك».
من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بيساكي: «نحن نؤيد ونناقش أهمية السماح للبيشمركة بعبور الحدود... من المهم أن يكون لنا شريك على الأرض نعمل معه».
بدوره، قال هنري باركي، وهو المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية لوكالة «رويترز»: «ماذا تُظهر كوباني؟ تلك المقاومة الصلبة على أرض الواقع مع القوة الجوية الأميركية يمكن أن تدفع الدولة الإسلامية إلى الوراء».
وأضاف: «يريدون نقل هذا إلى العراق بحيث تنسق البيشمركة والجيش العراقي تحركهم معاً. إنهم حقاً بحاجة للنصر... أدركوا أن هذه فرصتهم لأن لديك قوة مقاتلة حقيقية على أرض الواقع... هذا نموذج».
في سياق منفصل، وبموازاة زيارة أمير قطر، تميم بن حمد، لبريطانيا حالياً، ومواكبة الإعلام البريطاني لها بطرح أسئلة عن دعم الإمارة الخليجية للمتشددين، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة، أمس، إن لدى قطر وبريطانيا أهدافاً مشتركة وعدواً مشتركاً.
واعتبر في مقال نشره في صحيفة «ذا غارديان» البريطانية، أن «الإرهاب الدولي يحوم حول الشرق الأوسط برمته وليس مقتصراً على سوريا والعراق».
وأضاف أن «ما يقال عن أن قطر لم تبذل جهداً في الحرب على الإرهاب، ما هو إلا ادعاء جائر ومرفوض»، مشدداً على أن «قطر كانت وما زالت متعاونة مع الحلفاء في الشرق الأوسط وحول العالم في مواجهة الإرهاب وما يشكله من تهديدات».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)