■ هل نحن ذاهبون الى تمديد ولاية مجلس النواب بسهولة؟ـ التمديد مشروط بانتخاب رئيس للجمهورية في اقصى سرعة. ما ان ينتخب رئيس، كما فهمت من الرئيس نبيه بري وكما اتفقنا معه، يدعى الى انتخابات نيابية فوراً. وهذا امر طبيعي.
■ هل تبرر التمديد كمؤشر الى عدم انتخاب الرئيس قريباً؟ ـ لا يمكن اجراء انتخابات نيابية في غياب رئيس لأننا سنصل الى الفراغ. تصبح الحكومة الحالية مستقلة. مَن يجري استشارات تأليف حكومة جديدة؟ رئيس الجمهورية ولا احد سواه. ربما لهذا السبب ذهب سمير جعجع وسامي الجميل الى السعودية للقاء المسؤولين هناك وسعد الحريري من اجل ان يكون التمديد للمجلس ميثاقياً. الرئيس بري مصرّ على مشاركة القوى المسيحية في هذا القرار.
■ هل انت قلق على الوضع الحالي؟ ـ دخلنا على نحو مباشر في الحرب السورية. لم يعد مجدياً اتهام فريق للفريق الآخر بأنه لولا التدخل لما كان اتى الارهاب الى لبنان. صار كلاماً غير مجد وبلا معنى. دخلنا هذه الحرب.
■ لكننا ندخلها للمرة الثالثة بعد باخرة «لطف الله» في طرابلس وحض قوى 14 آذار على اسقاط النظام، ثم تدخّل حزب الله هناك؟ ـ اليوم يتضاعف هذا التدخل والتورط في الحرب السورية. بين عرسال وبريتال دخلنا الحرب السورية مجدداً. لا ننسى قبل سنة السيارات المفخخة، ثم العناصر الكثيرين الذين كانوا يمرون عبر لبنان بعضهم في السجون، والعناصر اللبنانيين الذين، كما يقال، كانوا يذهبون من مرفأ طرابلس الى تركيا ثم يدخلون منها الى سوريا للقتال. كل ذلك يوجد قلقا على الامن والوضع في لبنان وعدم امكان التوصل الى هدنة. سمّها هدنة. حتى في الفلسفة الاسلامية والفقه الاسلامي ثمة ما يسمى «دار السلم» و«دار الحرب». تعلمتها من استاذ كبير في الفلسفة الاسلامية كان استاذي في الجامعة الاميركية هو الدكتور يوسف ابيش. في مرحلة معينة كان لدى المسلمين «دار السلم» مع العدو حتى. الا نستطيع نحن ان نوجد «دار السلم»، اشبه بهدنة، بين الافرقاء الكبار هنا كتيار المستقبل وحزب الله.
■ هل ترى انهم اصحاب قرار في هذا الصراع ام ادوات؟ ـ لنقل انهم ليسوا اصحاب قرار. الا يستطيعون توفير حد ادنى من التأثير المحلي عوض خطاباتهم النارية في انتظار ــ وانا لا ارى ــ الانفتاح الايراني السعودي وتسوية اميركية ايرانية حول البرنامج النووي؟
■ لماذا لا نذهب الى انتخابات الرئاسة اذا؟ ـ لأنه كما يبدو كلٌ يراهن على حسابات خارجية اثبتت خطأها وفشلها. هذا راهن على اسقاط النظام بسرعة، وذاك راهن على بقاء النظام وصموده، فوصلنا الى مأزق وحرب استنزاف طويلة.
2 تعليق
التعليقات
منذ 9 سنوات
جميل سمعان جميل سمعان:
أحلام الأيام العتيقة قاحلة
إذا كان جنبلاط، الذي من أذكى وأكرم سياسيي الشام القائدين المنطقة اليوم، يتذكر فضولاً الدول الناشئة من قهر الامبراطورية العثمانية مثل سوريا ولبنان الكبير، فلا بد من أن يظل تُتأكل وتتدهور وتنحل مؤسسات الشرق.
عن جد الهلال الخصيب متفتت في عقاب سايكس-بيكو، ولكنني لا استوعب عجز شوارع المنطقة حتى قادتها في تحديد سبب الانهيار. يبدو أن لا يفهم الناس المسؤولين طبيعةَ الدنيا الأساسي: النظام غير معقول، إنه بناءٌ لمن يريد السلام. وفي غياب الجهود الجدية لإنصاب نظاماً حامياً، يتقدم الفوضى والخوف والتكسر كلَ شكلٍ خلقنا إياه.
التمديد أحموقة! هو ليس تمديد النيابة، ولم سيكن تمديد الرئاسة، فحسب. إنه تمديد الطاغي العثماني، الأب المجهول الذي يضبط كل شيء لأن لا يعاني الشعب ليلاً. إنه تمديد النظام السابق حتى لا نضطر بابتكار نظام جديد لا نعرف إما ينجح أو لا لأننا لسنا مسؤولين. ساسة الشام لم يبنِ لبنان الكبر ولا سوريا ولا جمهورية الاستقلال ولا العراق لا كيان دولي آخر حتى فلسطين الذي لا يستطيع إعادة مؤسسات وطنه، بل يتمسك بإدانة الصهيونيين الذين بالحقيقة دمروا فلسطين مع أن مغادرتهم فلسطين لن تعيد عمارتهم. ليس هناك مشروعاً في شارِعِيْنا قد يؤدينا إلى ما نريد خلق لأبناءنا بدل ما نريد حفظه من أباءنا.
منذ 9 سنوات
متابع متابع:
بعض من الخوف قوة
يحتار الكثيرون في مواقفه لكنهم يجهلوا دوافعه،هل انه يعمل وفق نظرية الغاية تبرر الوسيلة ام انه مجبر اخاك لا بطل.نشعر معه وكافة اللبنانيين بالخطر الداهم القادم من الخارج بملامح شرقية واهداف غربيه قديمة متجددة ذات احلام لم تنتهي منذ سايكس بيكو وصولا الى بلفور وما بينهما.