أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن المسلحين التكفيريين في جرود القلمون وعرسال «أعجز من أن يجتاحوا أي منطقة بقاعية»، مشدّداً على أن «استعداداتنا متقدّمة جداً». ولفت الى أن ما حدث أخيراً في جرود بريتال وعسال الورد «خطأ تمت معالجته».وحثّ نصرالله في «اللقاء السنوي للمبلّغين والعلماء»، عشية حلول شهر محرم، على التشديد على الوحدة «التي نحن أحوج ما نكون اليها»، والابتعاد عن الاستفزاز، وعلى «تقديم اسلام راقٍ ومشرق على عكس ذلك الذي تقدّمه داعش ومثيلاتها».
ودعا الى حضور قوي وفعال في المجالس العاشورائية، مؤكّداً «أننا لن نُستباح ولن نسمح لأحد بأن يستبيحنا»، مطمئناً الى أن الوضع الأمني ممسوك الى حد كبير، أما إذا حدث أي خلل أمني «فهذا لا يعني أننا فشلنا لأن أكبر دول العالم لا يمكنها أن تدّعي الامساك بالأمن بنسبة مئة في المئة».
وتحدث نصرالله عن زيارته الأخيرة للبقاع «لأزداد اطمئناناً». ولفت الى أن ما حدث أخيراً في جرود بريتال وعسال الورد «خلل تفصيلي وخطأ تمت معالجته»، على عكس التضخيم الاعلامي للأمر، «وفي الحرب يومٌ نُسرّ ويومٌ نُساء». وأضاف: «اطلعت على الوضع ميدانياً، وتنقّلت مشياً على الأقدام كيلومترات عدة بين المواقع، وأطمئنكم بأن وضعنا قوي جداً على الأرض، واستعداداتنا متقدّمة جداً، وخططنا محكمة، ونحن جاهزون لأي خطوة يقدمون عليها». وأوضح أن المسلحين «أعجز من أن يجتاحوا أي منطقة بقاعية وغير قادرين على ذلك لأنهم محاصرون ومأزومون»، مشدّداً على أن هؤلاء أمام خيارين: إما أن يموتوا برداً أو أن يغادروا بثياب مدنية الى لبنان وسوريا.
وقال نصرالله إن كل يوم يمر «نزداد يقيناً بأن قتالنا في سوريا كان من أجل حماية لبنان»، و«نحن اليوم، في محور المقاومة، في موقع انتصار. عندما تُفشل خطط الأعداء فهذا يعني أنك تنتصر، علماً أن المعركة لا تزال طويلة قبل الانتصار النهائي». ورأى «اننا أمام فرصة ذهبية لكسر المشروع التكفيري».
واعتبر الأمين العام لحزب الله أن الصراع ليس على سوريا ولا على إسقاط الرئيس بشار الأسد، بل على إعادة رسم خريطة جديدة للمنطقة. وشدد على بقاء «داعش» من مصلحة أميركا وتركيا. ووصف الحرب التي يخوضها التحالف الدولي ــ العربي ضد «داعش» بأنها عملية «تقليم أظافر» لهذا التنظيم ورسم خطوط حمراء له بعدم الاقتراب من السعودية والأردن وأربيل، لافتاً الى أن الغارات التي شُنّت منذ بدء الحرب لا تعادل غارات يوم واحد من تلك التي شنّتها اسرائيل على لبنان في تموز 2006. وقال إن الولايات المتحدة تستخدم «داعش» فزّاعة لإخافة دول المنطقة وابتزازها وإنهاكها تمهيداً لفرض هيمنتها عليها خصوصاً في سوريا والعراق. ورأى أن تركيا لن تنخرط في التحالف ولن تلبّي الشروط الأميركية الا مقابل مكاسب حقيقية، استراتيجية وجغرافية، قد تصل الى بسط نفوذها على حلب، ولذلك فهي لن تؤمّن مساعدات لأكراد كوباني، ولن تقدم على ما يهدّد «داعش».
1 تعليق
التعليقات
-
نصرالله في البقاع لصد المغول الجددعندما يترك السيد حسن نصرالله مربعه الأمني الحصين في الضاحية الجنوبية لبيروت ويتجول مشياً على الأقدام بضعة كيلومترات مرتدياً زيه العسكري للالتقاء بمقاتلي وقيادات "حزب الله" في البقاع فإنه يثبت بذلك أنه من معدن القادة الميدانيين الحقيقيين المستعدين للشهادة من أجل حماية المواطنين اللبنانيين الذين يهدد المغول الجدد باجتياح قراهم. لا يستخف السيد بقوة خصومه التكفيريين في "داعش" و"النصرة" وغيرهما وينبه إلى خطرهما الوجودي على لبنان والمنطقة، كما لا يفوته التحذير من الاستفزاز ولذا يحض على "تقديم إسلام راقِ ومشرق على عكس الذي تقدمه داعش ومثيلاتها". في إشارة إلى شهداء المقاومة الإسلامية في البقاع قال "يوم نُسر ويوم نُساء" ويعترف بأن المعركة طويلة لكن لم يكن مفر من خوضها لأنه "كل يوم يمر نزداد يقيناً أن قتالنا في سوريا كان من أجل حماية لبنان" وهذا ما تثبته الوقائع يومياً بعد اجتياحات التكفيريين لمناطق واسعة في سوريا والعراق وإقامة "الخلافة" ذات النهج الوهابي المتشدد في ربوعها بالقهر والعنت والبطش. لم ينضم "حزب الله" إلى "التحالف الاستعراضي الدولي" كما يسميه لأن هدفه ليس إسقاط الأسد بل إعادة رسم خريطة المنطقة لمصلحة أميركا وتركيا وطبعاً إسرائيل، ويرى السيد أن الهدف من العملية "تقليم أظافر داعش ورسم خطوط حمراء بعدم الاقتراب من السعودية (التي تبيع لأميركا النفط باسعار مخفضة لقاء حمايتها) والأردن وأربيل الكردية لأن لواشنطن والغرب مصالح اقتصادي حيوية فيها، ويحذر أخيراً من الشهية المفتوحة لعودة الأتراك إلى المنطقة.