قبل أيام، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي في طرابلس خبراً بأن عربي عكاوي، نجل خليل عكاوي مؤسس «المقاومة الشعبية» في المدينة مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ترشح للانتخابات النيابية. لم يكد الخبر ينتشر حتى انهالت الاتصالات الداعمة على عربي، وخصوصاً ممن رافقوا والده (اغتيل قبل نحو 29 عاماً) في مسيرته منذ انطلاق حركته من قلب باب التبانة، المنطقة الشعبية في طرابلس.
عربي عكاوي أوضح لـ «الأخبار» أنه لم يقدم أوراق ترشّحه «رسمياً بعد»، لكن هذا النفي يقابله تأكيد عن وجود احتمال جدّي لإقدام «أبو خليل»، كما يناديه كثيرون، على الترشح قبل إقفال باب الترشّح للانتخابات الأسبوع المقبل.
وفي الأيام القليلة الباقية قبل انتهاء المهلة، يعكف عربي على «درس الموضوع مع أجوائنا كي لا تأتي الخطوة ناقصة»، بحسب قوله. و«الأجواء» المقصودة هي «رفاق والدي ومناصروه ومحبوه، سواء من هم داخل لبنان أو الموجودون في الخارج، الذين اتصلوا معبّرين عن دعمهم لي».
يعرف عربي جيداً حجم الودّ الذي يكنّه أهالي باب التبانة لوالده، إذ يكاد لا يخلو بيت فيها أو محل تجاري من صورة له، ما يؤكد أن الذاكرة الشعبية في هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية الأعلى في طرابلس والأكثر فقراً، لم تنس «أبو عربي»، الذي وقف إلى جانبها في السراء والضراء.

عكاوي:
تجربة إعطاء الوكالة النيابية لغيرنا لم
تنجح

النقاش بشأن ضرورة ترشح عربي للانتخابات، في نظر أبناء باب التبانة، يعود إلى الانتخابات البلدية عام 2010، عندما كاد وضع «فيتو» على دخوله للائحة التوافقية أن ينسفها، فأُدخل إليها في آخر لحظة، وكانت النتيجة التي فاجأت كثيرين أنه تصدّر اللائحة بأكثر من 20 ألف صوت، وبفارق لافت من الأصوات عمّن حلّ خلفه في اللائحة.
منذ ذلك الحين راودت عربي فكرة الترشح للانتخابات النيابية، لكنه آثر التريّث وعدم التسرّع في الإقدام على خطوة قد تفقده رصيده الشعبي. فلم يقدم على الترشح للانتخابات العام الماضي قبل تأجيلها والتمديد للمجلس النيابي، لكنه يبدو اليوم أكثر جدّية في الإقدام على هذه الخطوة، حتى لو أُرجئت الانتخابات مرة جديدة، إذ يكون عربي بذلك قد مهّد الطريق أمام نفسه لخوض هذا الاستحقاق.
خلال النقاش مع رفاق والده بشأن فكرة الترشح، خلصت اللقاءات مع عربي إلى أن «الفئات الشعبية في طرابلس، وتحديداً في باب التبانة، بات يحق لها أن تتمثل في المجلس النيابي، لأن تجربة إعطاء الوكالة النيابية لغيرنا لم تنجح، كما أن نواب طرابلس الحاليين أغلبهم ناهز السبعين عاماً. وإدخال دمّ جديد وتغيير الوجوه الحالية باتا ضروريين».
كل ذلك جعل عربي يؤكد لـ «الأخبار» أن «ترشحي للانتخابات جدّي، وندرسه بعناية بالغة»، مؤكّداً أنه «سواء ترشّحت للانتخابات أم لا، فإنه سيكون لنا دور فاعل في الانتخابات، ولن نسمح لأحد بمصادرة قرارنا بعد اليوم، بعدما صادروه طيلة عقود وسنوات ماضية».