خرج اعتراض أهالي بلدة طاران ـ الضنية على تعيين مدير جديد لثانويتهم الرسمية عن إطاره السلمي أول من أمس. تجاوز الأمر عريضة احتجاجية أرسلت إلى وزير التربية الياس بو صعب، إلى إغلاق أبواب الثانوية في خطوة تصعيدية تنتظر حلولاً ما يزال البحث عنها جارياً.
قصّة الاحتجاج على تعيين أحمد حسون مديراً جديداً للثانوية، وهو يعمل ناظراً فيها منذ 10 سنوات، بدأت بعد القرار الذي اتخذته وزارة التربية بتعيينه في منصبه في 21 أيار من العام الحالي، خلفاً لمديرها بالتكليف خضر عبيد، منافسه على المنصب، والذي كان قد تسلمه موقتاً بعدما أحيل المدير الأصيل للثانوية عبد الله ديب على التقاعد قبل أقل من سنة.
بعد صدور قرار تعيين حسون مديراً لثانوية طارن بأربعة أيام، رُفعت إلى وزير التربية عريضة وقع عليها رئيس البلدية أسامة طراد ومخاتير البلدة وفاعلياتها وبعض الأهالي، أبدوا فيها «اعتراضهم بشدة» على قرار تعيين حسون. وأعربت العريضة عن آمال موقعيها في «اتخاذ الإجراءات الحائلة» دون تسلم حسون إدارة الثانوية «درءاً لأي مشاكل وتفادياً للحساسيات السابقة والحالية بينه وبين الطلاب والأهالي، كونه ناظراً في الثانوية منذ سنوات عدة، مع احترامنا لشخصه، معتبرين أن تسلمه الإدارة لا يصبّ في مصلحة الطلاب، وكلنا أمل أن تتم معالجة هذا الأمر بالسرعة القصوى حرصاً على عدم تفاقم الأمور».

تجرى اتصالات
عديدة للتوصّل إلى
حلّ خلال هذا الأسبوع

منذ ذلك الحين لم يهدأ الطرفان، حسون والمعترضون عليه. فقاما بجولات على السياسيين في الضنية، على اختلافهم وتناقضهم، من أجل تقريب وجهات النظر وإيجاد حلّ وسط قبل انطلاق الموسم الدراسي الحالي.
رئيس البلدية أسامة طراد أوضح لـ«الأخبار» أنه «عندما رفعنا العريضة إلى وزير التربية، وشرحنا له أسباب اعتراضنا، وعدنا خيراً، وأحال الموضوع على مدير عام وزارة التربية ومدير عام التعليم الثانوي لدراسته ومتابعته».
خلال عطلة الصيف راوح الموضوع مكانه، إذ لم تفلح المساعي والاتصالات التي أجريت في إيجاد مخرج (مثل تراجع الأهالي عن اعتراضهم وقبولهم بالأمر الواقع، أو استقالة المدير من منصبه)، ما جعل مصير ثانوية طاران، وهي واحدة من 8 ثانويات رسمية في الضنية ويدرس فيها 156 تلميذاً، معلقاً حتى الساعات الأخيرة.
مطلع الأسبوع الماضي حضر حسون إلى الثانوية لبدء الأعمال الإدارية فيها، والشروع في تسجيل التلاميذ والتحضير للعام الدراسي، الذي يفترض أن ينطلق في 22 أيلول الجاري، الأمر الذي أثار حساسية المعترضين عليه، فقاموا يوم الخميس الماضي بإغلاق أبواب الثانية بسلاسل معدنية وأقفال حديدية، ما دفع حسون إلى إبلاغ وزارة التربية بالأمر، وقام بعد ذلك بطلب مؤازرة سرية قوى الأمن الداخلي في المنطقة، التي حضرت قوة منها وكسرت الأقفال والسلاسل وفتحت أبواب الثانوية.
اعتبر أهالي طاران ما حصل تحدّياً لهم، فقاموا صبيحة أول من أمس السبت بوضع شاحنة تبريد كبيرة أمام مدخل الثانوية وسدّوه بالكامل، في موازاة اعتصام أكثر من 150 فرداً منهم أمام الثانوية، في خطوة احتجاجية، ما تسبّب بإغلاق الثانوية يوم السبت وتوقف العمل بها، وعدم حضور حسون والإداريين إليها لمتابعة عملهم، خصوصاً بما يتعلق بتسجيل التلاميذ، سواء القدامى منهم أو الجدد.
يوضح طراد أن «الاعتراض على حسون ليس شخصياً، لكن أهالي البلدة ولجنة الأهل في الثانوية وغالبية التلاميذ يرون أنه غير مناسب للمنصب، ولا يقبلون به أبداً مديراً، بسبب تصرفات ومآخذ عليه عندما كان ناظراً في الثانوية».
في المقابل، رفض حسون التحدث في الموضوع، لكن مقرّبين منه أوضحوا أن «اختياره من قبل وزارة التربية كان بناء على كفاءته المهنية»، وردّوا رفض «بعض أهالي طاران له إلى تشدّده في عمله وصرامته، ورفضه التهاون في أمور الثانوية أو أن يكون ألعوبة في يد أحد»، مؤكدين عدم وجود أي خلاف سياسي بينه وبين أحد من أبناء طاران «الموقف الاعتراضي عليه هو شخصي بحت، وسوء تفاهم من الممكن معالجته». وفي حين أشار المقرّبون من حسون إلى أنه «عُرضت عليه الاستقالة من منصبه ورفض»، أكدوا حرصه على النجاح في مهمته «وأن تحقق الثانوية في عهدة نتائج جيدة، وأن يسهم في تطوير مستوى التعليم في الثانوية ورفع مستواها نحو الأفضل».
ومع أن أي ملامح حل لم تتضح بعد، فإن اتصالات عديدة أجريت خلال الساعات الأخيرة ينتظر أن تتضح هذا الأسبوع على أبعد تقدير، قام بها مسؤولون في وزارة التربية والمنطقة التربوية في الشمال وبلدية طاران وفاعليات الضنية وقواها السياسية والتربوية، من أجل إيجاد حلّ وسط ومقبول للمشلكة ويمنع تفاقهما ويرضي الطرفين، ولو نسبياً، وكي لا يؤثر أي تحرّك سلبي قد يحصل في مستقبل الثانوية ومستقبل التلاميذ فيها.