غادر القائد السابق لليونيفيل الجنرال الإيطالي باولو سييرا، مساء أمس، المقر العام لقيادتها في الناقورة نهائياً، بعد أن سلم منصبه إلى مواطنه الجنرال لوتشيانو بورتولانو. احتفال التسليم والتسلم حضره وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي ووزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتي وقائد القوات المسلحة الإيطالية والممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي والنواب علي فياض وعلي بزي وعبد المجيد صالح.
وأكدت بينوتي أن اليونيفيل «تمثل بالنسبة إلى وزارة الدفاع والحكومة الإيطالية إحدى المهمات الأكثر تكلفة، رغم الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تعصف بإيطاليا». مع ذلك، اختارت التذكير «بحادثة واحدة ومحددة» كما وصفتها، في إشارة إلى سقوط جندي إسرائيلي قرب الخط الأزرق قبالة رأس الناقورة برصاص جندي لبناني. كنموذج «عملاني ناجح ومحايد»، أشارت إلى الجهود التي بذلتها قيادة اليونيفيل مع الطرفين «حماية للاستقرار في الجنوب الذي يقوم على التوازنات الهشة». فهل الحيادية ذاتها جعلت بينوتي تنتقي حادثة رأس الناقورة من بين مئات حوادث الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية التي تتكرر يومياً على مرأى من قوات اليونيفيل؟ للمرة الأولى في احتفالات تنصيب قائد اليونيفيل، خُصِّصت كلمة لبلامبلي الذي يمثل الوجه السياسي والديبلوماسي للأمم المتحدة. في كلمته، أشار إلى التعاون الذي نما بينه وبين سييرا، معترفاً بفشله في «التشجيع على ما تبقى من بنود القرار 1701، مثل إنهاء الاحتلال من شمال الغجر والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار». أما سييرا المنتهية ولايته (عامان مدّدا ستة أشهر)، فقد اختصر تجربته في اليونيفيل بأنه «أعطي أكثر مما أعطى».