نشرت الوكالة الوطنية للإعلام، نقلاً عن مندوبها في النبطية سامر وهبي، ان الحشرة القرمزية (Dactylopius coccus)، اي المن القطني، تغزو الصبار في بلدات وقرى النبطية للعام الثاني. وقالت ان المزارعين مهددون بخسارة موسمهم مرّة اخرى بسبب «العجز» عن التصدّي لهذه الحشرة في ظل غياب الوزارة المعنية، اي وزارة الزراعة.طبعا، قد لا يهتم كثيرون بهذا الخبر. اعتاد الناس اخباراً تتناول سحق المزارعين والقضاء على مصدر رزقهم، لألف وسبب وسبب. صار الخبر عاديا، لكنْ خلفه تقف مئات الاسر التي لا تزال عالقة في اراضيها تحاول ان تعيش بالحد الادنى.
يقول المهندس الزراعي حسنين قانصو ان مكافحة هذه الحشرة كان يمكن ان تتم بكل سهولة عبر المبيدات الحشرية. الا ان «المطلوب ايجاد فريق من الاخصائيين يواكب ويوجه المزارعين في عملية مكافحة الحشرة القرمزية»، اذ ان طريقة الرش يجب ان تتم بضغط عال من الماء من اجل التخلص من اكبر قدر ممكن من الحشرات، ثم ترش بطريقة التبخير، مشددا على ان «المشكلة ليست في القضاء على هذه الحشرة، بل في آلية تعامل المزارع مع مكافحتها والقضاء عليها».
ما يعنيه المهندس المختص بوضوح ان مكافحة مثل هذه الحشرة هي من مسؤولية وزارة الزراعة التي يتوجب عليها تأمين القدرات من اجل التعامل مع هذه الكوارث، لا ترك المزارعين يتخبطون وحدهم ويراكمون المزيد من البؤس والخسائر وصولا الى الكفر بالزراعة والعمل فيها.
سبب ظهور هذه الحشرة يعود الى عوامل واسباب عديدة، منها: التلوّث البيئي وفقدان العدو الطبيعي، اي عائلة الدبابير، التي تتغذى على النحل وتتغذّى ايضا على هذه الحشرة وتمنع تكاثرها.
الخبر الجيّد، بحسب قانصو، ان هذه الحشرة لا تضرّ بصحة الإنسان، إلا أنه يحذّر من ان الاثر الفعلي غير معروف مسبقا في لبنان.
ويلفت قانصو الى أن «الصبغة الحمراء التي تخرج من هذه الحشرة تستخدم في بلدان أوروبية لتلوين الأطعمة بألوان طبيعية وليست كيماوية، ما يؤكد أنها ليست مضرة بصحة الإنسان»، مشيرا إلى أنه «كان من المفترض البدء بمكافحة هذه الحشرة قبل نضوج أكواز الصبار حفاظا على الموسم».
(الأخبار، وطنية)