لا يخفى على أحد أن الجامعة اللبنانية تعاني من تقسيم وفرز طائفي ــ سياسي ومناطقي لكلياتها، خصوصاً ما بين الفرعين الاول والثاني. الواقع الجغرافي يفرض على الطالب ــ في المبدأ ــ أن يختار الفرع الأقرب اليه، لكن الواقع الطائفي التقسيمي يتدخل هنا فيلجأ الطالب الى الفرع الأبعد عن مكان السكن بسبب الانتماء الطائفي. القضية هذه المرة هي بداية إصدار قرارات تصبّ في خانة زيادة الشرخ لا ردمه.
صدر منذ فترة قرار عن عمادة كلية الاعلام يقضي بفصل امتحان الدخول بين كل من الفرعين الأول والثاني، بعد أن كانت تجري مداورة (كل سنة في فرع معيّن)، ما اعتبرته الهيئة الطلابية في الفرع الثاني في بيان لها انتصاراً «تاريخياً»، مضيفةً أنه جاء «لكي لا يتعرض الطلاب للأخطار، خصوصاً في ظل الأوضاع الامنية الدقيقة».
أي أخطار تواجه الطلاب؟ يجيب رئيس الهيئة الطلابية في كلية الاعلام ــ الفرع الثاني ميشال غصوب (حزب القوات اللبنانية) أن هناك تخوّفاً من الأهالي على أبنائهم وتردداً كبيراً للتسجيل في امتحان الدخول حين يعرفون أن مكان إجراء الامتحان هو الحدث، مضيفاً أن الوضع متوتر «بهيديك المناطق»، وأن إدارة الكلية وعميدها كانا متجاوبين تماماً مع الطلاب ومطلبهم.
الوضع متوتر في الحدث؟ يشير غصوب الى تفجير بئر العبد (البعيد جداً). ومع أنه يرفض ربط الأمر بمسألة طائفية أو حزبية، لكنه يذكّر بالإشكال الذي حصل منذ عندما جرى التعرض لأمين سر الفرع الثاني على أثر تدخل عناصر من حركة أمل لتهريب الأجوبة للطلاب المحسوبين عليهم. من جهته، برر عميد الكلية جورج كلاس القرار بأنه تدبير لوجيستي ولا يوجد أي خلفية له، موضحاً أن لجان وضع أسئلة الامتحانات ستكون واحدة، ولجان التصحيح أيضاً، وأي إشكال سيحدث سيتخذ المديرون سريعاً الاجراءات اللازمة والتدابير الملائمة.
يقول رئيس الهيئة الطلابية في الفرع الاول محمد قبيسي (حركة أمل) إنهم أوصلوا رسالة الى العميد تفيد باستعدادهم لإجراء الامتحانات في أي مكان تحدده الإدارة، ولم يسجل أي اعتراض على القرار مطلقاً.
اللافت أن كلا الفرعين مرتاح لقرار العميد، ولا سيما أن كلاً من إدارة الفرع الأول أو الثاني لا تقدر على ضبط الامتحانات في ظل هيمنة الأحزاب المسيطرة على قراراتها.