لا تزال الروائح الكريهة تنبعث من محيط شركة الاسمنت الأبيض التابعة لمجموعة هولسيم في شكا. ولقد كلف وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناظم الخوري فريقاً من المختصين في الوزارة، ضمّ حنا أبو حبيب وفيفيان ساسين، لإجراء كشف على أفران الشركة، والتحقيق في الشكوى التي رفعتها هيئة حماية البيئة في شكا.وأفادت وزارة البيئة أن الفريق عاين لمدة أربع ساعات المنطقة التي اشتكى الأهالي من وجود رائحة كريهة منبعثة منها، ويفترض أن يقدم الخبراء تقريرهم الى الوزير الخوري اليوم، ليبنى على الشيء مقتضاه.
ويروي الناشط البيئي بيار أبي شاهين أن الأهالي قدموا شهادات لوفد وزارة البيئة حول الروائح الكريهة التي أجبرتهم على إغلاق جميع النوافذ واضطرتهم الى البقاء داخل منازلهم ليلاً نهاراً. وبحسب أبي شاهين، فإن الفيول المستخدم في أفران الشركة يحتوي نسبة عالية من الكبريت، آملاً أن يتم إثبات صحة هذه الأمر من خلال عيّنات يجري فحصها في مختبر مستقل. وكشف أبي شاهين أن شركة هولسيم تحرق الزيوت المستخدمة في الأفران وهذا ما يزيد من نسبة التلويث.
وفي دراسة حول أثر الملوثات التي تصدر عن أفران صناعة الاسمنت في شكا، يكشف الدكتور جورج جعلوك المتخصص في أمراض الدم، أن الفئة الأكثر تضرراً هي الأطفال، لأنهم يتنفسون بسرعة أكبر من البالغين، ويتعرضون للتلوث حسب وزن الجسم بشكل ملحوظ أكثر من الكبار. كذلك فإن الأطفال يقضون أوقاتاً طويلة في الهواء الطلق في فصل الصيف عندما يكون عادة التلوث في أعلى مستوياته.
ويلفت جعلوك الى أن الجنين داخل الرحم معرض أثناء الحمل للملوثات البيئية المخزنة في جسم الأم، كذلك يتعرض الأطفال الحديثو الولادة للملوثات البيئية التي تفرز في حليب الأم عند الرضاعة، وأن الأطفال الحديثي الولادة لديهم مستويات عالية من الملوثات البيئية في أجسادهم، تزيد في حدوث ضرر على نموّهم وتأثيره على صحتهم. ويؤكد جعلوك أنه خلافاً للمحارق الأخرى، فإن أفران الاسمنت تنتج انبعاثات قد تكون أكثر سميّة من النفايات الأصلية إن أحرقت، وتخلق المزيد من المنتجات الضارة لاحتراقها غير الكامل، مثل الديوكسين.