فيما كانت الأمم المتّحدة تحذّر من مخاطر عدم إمكان تلبية الطلب على الكهرباء في منطقة غرب آسيا التي ينتمي إليها لبنان، كان وزير الطاقة والمياه، جبران باسيل، يتحدّث عن «إنتاج تاريخي» للكهرباء في لبنان، ما يُفترض أن يُلطّف أجواء صيف حارّ مقبل عبر تأمين تغذية لفترة 16 ساعة يومياً.وأوضح باسيل في مؤتمر حضره رئيس مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، كمال حايك، أنّ إنتاج الكهرباء الإجمالي في لبنان حالياً يبلغ 1650 ميغاواط، ومن المفترض أن يصل إلى 1900 ميغاواط بين حزيران وتمّوز لتتأمّن الكهرباء بواقع 16 ساعة يومياً، مع العلم بأنّ معدّل التغذية كان 12 ساعة فقط في الصيف الماضي، «وذلك على الرغم من ارتفاع الطلب إلى 3 آلاف ميغاواط بسبب النزوح السوري».

وذهب باسيل إلى تقدير أنّ الإنتاج قد يصل إلى 2100 ميغاواط _ أي ما يؤمّن 18 ساعة يومياً _ خلال الموسم المقبل، غير أنه تحدث عن شروط لمستوى كهذا «أوّلها عدم وجود أعطال في المعامل أو الباخرة وإمكان تأمين كهرباء إضافية من سوريا، وهو أمر غير مؤمن في ظل خط المنصورية، وثالثاً والأهم هو تأمين الأموال اللازمة لمؤسسة كهرباء لبنان، وهي غير مؤمنة».
وأبعد من الصيف، سيصل إنتاج الكهرباء في صيف عام 2014 إلى تغطية بين 20 و22 ساعة من الطلب، على أن يرتفع إلى 24 ساعة يومياً في صيف عام 2015 في إطار خطة الكهرباء الموضوعة. وبذكر الخطّة، يُشار إلى أنّ باخرة «فاطمة غول سلطان» التابعة لشركة «كارادينيز» التركية عاودت إنتاجها، الذي يبلغ 180 ميغاواط، قبل عشرة أيام تقريباً بعدما توقّف بسبب «رداءة الفيول» _ وفقاً لمزاعم الشركة _ ولكن المشكلة هي أن الباخرة الثانية التي يُفترض أن تحضرها الشركة في إطار العقد وقدرتها 80 ميغاواط ستتأخّر أيضاً.
وبحسب باسيل: «اليوم (12 حزيران) كان من المفترض أن تصل باخرة كارادينيز الثانية إلى لبنان»، غير أنّها لم تصل. وتتذرع الشركة وفقاً لمعلومات «الأخبار» بعمود نقل غير ملائم في معمل الجية، حيث سترسو. «وصلنا اليوم إلى لحظة التأخير، حيث تم توجيه كتاب إلى مؤسسة كهرباء لبنان التي تهتم بالعقد وتقوم بواجباتها بهذا الخصوص» أوضح الوزير. «وقد بدأ يسري مفعول البند الجزائي اليومي على الشركة التركية لتأخيرها بتأمين قدوم الباخرة. وحسب العقد، فإن البند الجزائي يقضي بأن تدفع مبلغ ألف دولار عن كل يوم تأخير».
اللافت هو أنّه فيما كان الوزير يتحدث عن تقديراته، كانت مديرة إدارة التنمية المستدامة والإنتاجية في منظمة «إسكوا»، رلى مجدلاني، تحذّر من مؤتمر الطاقة الخاص بالمنظمة، في الكويت، من مخاطر عدم إمكان تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية في المنطقة، إذ سيرتفع بنسبة 115% في الفترة 2011 ــ 2020.
فهل تستمرّ معاناة لبنان بالتماهي مع معاناة بلدان، مثل اليمن ومصر، أم يتغيّر قدره الكهربائي؟
(الأخبار)