«وتعاونوا»... «الوجه الحسن» للجنوب في ظلّ غياب الدولة

(من الويب)
(من الويب)

تواصل جمعية «وتعاونوا» مساعيها في تقديم المساعدات اللازمة لأهالي القرى والبلدات الحدودية، إذ أطلقت الجمعية مشروع «الوجه الحسن»، وقدّمت مساعدات لنحو 85 ألف عائلة، لضمان عودة أبناء الشريط الحدودي إلى قراهم وتعزيز صمودهم.

كانت الانطلاقة لمشروع الجمعية من بلدة راميا المحاذية لفلسطين المحتلة، والتي تبعد عن المواقع الإسرائيلية: موقع راميا وثكنة زرعيت وتلة بلاط، عشرات الأمتار فقط. وفي هذا السياق، قال مدير جمعية «وتعاونوا»، عفيف شومان لموقع «الأخبار»، إن «الانطلاقة من هنا لم تكن سوى رسالة لجنود العدو الذين نفّذوا ما نفّذوه من تفجيرات وتجريف وهدم منازل في القرى الحدودية لمنع عودة الناس إلى جنوب الليطاني، وأمام أعين قواته، عاد أهل راميا وسائر القرى أيضاً، ونحن معهم وإلى جانبهم في كل ما يحتاجون إليه».

وأكّد شومان أن «هناك إصراراً كبيراً من الأهالي على العودة إلى قراهم، رغم أن نسبة الدمار فيها تصل إلى 70%». وأوضح أن «التفجيرات التي استهدفت القرى الحدودية كانت بمنزلة رسالة لمنعهم من العودة، إلا أن الأهالي قرروا تحدي هذا الواقع»، مشدداً على أن «الجمعية تقف إلى جانبهم في هذه الخطوة».

وفي بلدة مجدل سلم، عملت الجمعية على ترميم المدرسة الرسمية وباحتها وباحة النشاطات ومبنى المسجد والمكتبة أيضاً.

دعم المشاريع الزراعية والتجارية

تنطلق يومياً دفعات متتالية من القوافل المحمّلة بالمساعدات الغذائية والطبية ومستلزمات التدفئة وغيرها إلى أهالي القرى الحدودية. ومن ضمن هذه القوافل مشروع «الوجه الحسن»، الذي نظّمته الجمعية. 50 منزلاً جاهزاً وُزّعت على مزارعي قرى الخط الحدودي حتى اليوم، وتنتظر 26 قرية أيضاً دخول الجمعية إليها لتوزيع هذه البيوت.

«هذا المشروع الزراعي سيغطي كل المناطق الحدودية»، بحسب شومان، الذي أكّد أن «عودة المزارعين تُعد أولوية أساسية، ليس فقط لضمان استقرارهم في قراهم، ولكن أيضاً لتحريك العجلة الاقتصادية، إذ يصبح الأهالي قادرين على إعالة أسرهم عبر الإنتاج الزراعي، وقد لقي المشروع تجاوباً واسعاً منهم».

وأوضح أن «الهدف الأساسي للمبادرة هو مساعدة المزارعين في العودة إلى نشاطهم الزراعي بسرعة عبر توفير هذه البيوت الجاهزة للمبيت بالقرب من أراضيهم، وسيتم تأمين مستلزمات وأدوات زراعية ضرورية، بما في ذلك الأدوية الزراعية، والبذور لتسهيل استئناف العمل الزراعي في المنطقة».

ومن بين المبادرات التي أطلقتها الجمعية، مشروع المطابخ الميدانية، إذ تمّ إنشاء مطبخ ميداني كبير يغطي عدداً من القرى، إلى جانب مطبخين إضافيين في الخيام والناقورة، بهدف توفير وجبات غذائية للأهالي العائدين إلى منازلهم، إضافة إلى الجرحى وعائلات الشهداء وفرق الإغاثة والمتطوعين.

وإضافةً إلى الدعم الإغاثي والزراعي، تعمل الجمعية على «تعزيز صمود الأهالي في قراهم عبر دعم المؤسسات والمصالح التجارية»، بحسب شومان، الذي أكّد أن «أهلنا في الجنوب يستحقون أكثر بكثير مما نقدّمه اليوم، ولكننا نعمل ضمن الإمكانات المتاحة، والمرحلة الأولى من مشروع البيوت الجاهزة للمزارعين ليست سوى بداية كمرحلة أولى ليعملوا في أراضيهم بشكل طبيعي. نحن مستمرون في دعمهم بكل الوسائل الممكنة لضمان استقرارهم في أرضهم».

أثبت أبناء القرى الحدودية أن الصمود والتمسك بالأرض هما الخيار الوحيد، مدعومين بجهود إنسانية مثل تلك التي تبذلها جمعية «وتعاونوا». ومع استمرار المبادرات الرامية إلى إعادة إعمار ما دُمّر، يبقى الأمل معقوداً على إرادة الناس، لا على إرادة الدولة الغائبة بشكل كلّي عن قرى الجنوب.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي