«الكتلة الوطنية» لـ14 آذار: لن نقبل الغبن بعد اليوم
الكتلة الوطنية حردانة، خصوصاً في كسروان. اسم عميدها كارلوس اده لا يتداول. لا مكان له على اللوائح الانتخابية الافتراضية. قرار قوى الرابع عشر من آذار السياسي تقبض عليه الاحزاب الثلاثة الرئيسية: تيار المستقبل، القوات اللبنانية والكتائب. عضّت الكتلة على الجرح طويلا، الا أنها اليوم تهزّ العصا محذرة من أنها لن تقبل بالغبن بعد اليوم. يقول مسؤول الكتلة في كسروان شربل كفوري أنه على المستوى الوطني «العلاقة جيدة. نحن متواقفون على الخطوط العريضة». على المستوى التمثيلي الكسرواني، يؤمن الكتلاويون بأن وجودهم على اللوائح الانتخابية «يعطي صدقية للموقع وللجماعة التي نتحالف معها». يهم كفوري التشديد على أن الكتلة «لا تطلب تقسيم الحصص والقيام بحصر ارث»، فالحزب «مبدئي ولا يهدف الى زيادة حصصه التمثيلية». ولكن قلة هم الذين يملكون «صبر أيوب». وهدوء إده الذي ينسحب على تياره لا يمكن أن يحتمل «كل هذا الاجحاف بحقه». لم يتمالك الحزب نفسه عندما رأى «الناس تنتش حصص غيرها من قالب الجبنة». أتى الوقت الذي يقول فيه الكتلاويون الـ«لأ» الخاصة بهم. «لأ» لسياسة 14 آذار المناطقية. «لأ» لعدم ترشيح كتلاوي على لوائح المعارضة في كسروان وجبيل. «لأ» لإلغاء الكتلة ومحاولة دفن تاريخها. كل هذه «اللاءات» تُوحي بأن للكتلة قوة هائلة تستمدها من شعبيتها العارمة. لكن كفوري يعترف بأن الحزب ليس شعبوياً، ومعدل الاعمار عنده كبير نسبيا، والماكينة الانتخابية لا تتحرك بفاعلية بسبب قلة الحماسة. بيد أن «الرأي العام موجود، ومؤثر في محيطه». يضيف أن الكتلة «لا تربّح ولكنها تخسّر» انتخابياً. يصف من «يطبخون اللوائح» في كسروان بالجاهلين، أو «المتجاهلين للاكثرية الصامتة التي لم تنصَع للامر الواقع في الماضي، ووقفت في الحاضر ضد التحالف الذي فرضه عليها التيار الوطني الحر». يناشد كفوري أفرقاءه في 14 آذار «عدم اللجوء الى الغاء الآخر، فالتمثيل السياسي لا يكتمل الا بالتنوع». يقول مصدر آخر في الكتلة (من المقربين من «العميد» كارلوس إده، إن وجود منصور البون وفريد الخازن على أي لائحة هو غنى لها، ولكن المعركة في كسروان في ظل وجود خصم كميشال عون هي سياسية بامتياز وليست خدماتية فقط، «وأي لائحة من دون الاحزاب لا قيمة لها». يشرح وضع الاسماء المتداولة، فيرى أنه «ما دام النظام السوري صامداً، فلن يجرؤ رئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام على الترشح». يعتبر أن الوزير السابق زياد بارود، «مع محبتنا له، لا حيثية له». كسروان «لا ترضى أن يمثلها مستقلون لا رأي لهم في القضايا المطروحة». كل هذا التهديد والوعيد الكتلاوي يصدر رغم أن الاجتماعات الرسمية لم تُعقد بعد بين القيادات المعارضة لتحديد التوجهات الانتخابية. تبني الكتلة هجومها على «تقارير» تصلها تؤكد لها وجود مشروع لاقصائها عن القرار السياسي.
الحلفاء لا يطمئنون الكتلة. يقول مصدر مقرب من القوات اللبنانية لـ«الأخبار» إن رئيس الحزب سمير جعجع هو الذي خاض معركة من أجل ترشيح كارلوس اده في كسروان، معارضا بذلك رغبة حلفائه، «ولكن اده هو الذي أقصى نفسه عن القرار وابتعد عن الامانة». يضيف أن الحديث عن الانتخابات وعدد المرشحين عن الاحزاب لا يزال مبكرا بعض الشيء، «فاللقاءات لم تعقد بعد». اذا ما زال من المبكر أن تقرر الكتلة أن تحرد أو ترضى عن «ثورة الارز». من جانب الكتائب، ترى مصادرها أن المعركة لا تتحمل أكثر من مرشحين عن الاحزاب على لائحة المستقلين المدعومة من 14 آذار. «القصة لا يجب أن تتوقف على أحقية التمثيل، فإده هو من يقول إنه مع اعلاء مصلحة الفريق السياسي مجتمعاً». يضيف الكتائبي أنه «اذا حردت الكتلة فكيف بالحري بالاحزاب الاخرى كالوطنيين الاحرار؟». أحد أعضاء الامانة العامة «الحاردين» على عملها يتهكم عند السؤال عن الكتلة. يرى أنه بعدما انسحب عضو الامانة نوفل ضو لكارلوس ليكون ممثله على تلك اللائحة، «فشل الاخير في اثبات حضوره الشعبي، إذ غاب عن السمع، مقفلا باب منزله. ورغم كل تقصير فريقنا السياسي، إلا أنه يتعامل بموضوعية مع أمر الترشيح للانتخابات». فالكتلة الوطنية، حسب الآذاري، لم تقم بأي عمل يشجع على التعاون معها مستقبلا. بسخرية يقول آذاري كسرواني آخر: «فلينظم العميد حزبه في جبيل قبل أن يبدي رغبة في التوسع صوب كسروان».