«تسونامي» التكفير جبل لبنان لم يعد جزيرة
لم يختلف صيف الأزمة السورية الثالث عن سابقيه سوى في تكديس المزيد من سحّارات التفاح غير المصروفة في أعالي كسروان والمتن الجنوبي، ومعها عناقيد العنب البعلبكية اضافة الى آلاف السياح الذين كانوا يطأون جبل لبنان من البوابة السورية. ومن كان يفترض أنه في منأى عن «الصراع السني ــــ الشيعي»، اكتشف أخيراً سقوط نظرية القوات اللبنانية واليمين المسيحي التاريخي عن «جزيرة جبل لبنان»، بعد أن لمس تأثيرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني وسط مناطقه.
لا يمكن لفنجان قهوة «مدامات الأشرفية» الا أن يحمل هواجس متفجّرة تتخوف من موعد استهداف جلساتها، اليوم، غداً أو بعد غد. كما لا يكف أصحاب الملاهي الليلية في جونية عن الشكوى من قلة الساهرين، والتجار من ضعف حركة السوق.
على المستوى الشعبي، تتدرّج النقاشات على أربعة مستويات: أولها الخوف من انجرار حزب الله وسوريا وايران وروسيا الى حرب كبيرة، ثانيها ازدياد عدد النازحين السوريين وما سببه الأمر من زيادة في أسعار الشقق السكنية، ثالثها اطالة أمد التوتر وما يعنيه ذلك من تمديد للشلل الاقتصادي الذي يطال كل العائلات اللبنانية، ورابعها الهواجس المسيحية من اقتحام أصولية المعارضة السورية منازلها وكنائسها وأراضيها، تماماً كما حصل في منطقة معلولا أخيراً.
هو «الحقد المذهبي غير المسبوق»، يقول رئيس الرابطة السريانية في لبنان حبيب افرام، اذ لا مبرر حقيقي لما حدث أو قيل في معلولا من قتل وتهجير للمسيحيين وتدمير أكبر موقع مسيحي في الشرق. وبناء على ذلك، «ما الذي يمنع من اقتراف جرائم مماثلة لما حدث في دمشق وخطف مطارنة لبنانيين على سبيل المثال أو تفجير كنائسنا؟». الا أن ما يقلق، بحسب افرام، أن «لا أحد مع المسيحيين من الأنظمة أو المعارضات»، لذلك «ليس مفيداً سؤال المسيحيين عن الجهة التي يؤيدون، بل السؤال عمن يؤيد المسيحيين». وهنا لا ينكر افرام المسؤولية التي تقع على المسيحيين الذين «لم يعودوا نضاليين بعد أن أضاعت الأحزاب والكنائس قضيتها، وبات الفكر المسيحي محصورا بالهجرة».
يمكن للسائل في جونية وجل الديب والزلقا، وصولا الى الدورة وبعبدا والأشرفية، عن «النأي بالنفس»، مطابقة الاجابات بجملة واحدة: «الأمن لا يتجزأ، ولا يمكن لفئة أن تصاب من دون أن تتأثر أخرى بشكل أو بآخر». بدوره يرى نائب رئيس حزب الكتائب سجعان قزي أن «المسيحيين لا يعيشون في جزيرة نائية، والقوى التي تستهدف لبنان لن تميز بين منطقة وأخرى. الا أن الخوف المسيحي يتمحور حول أمرين، أولهما الخوف من دفع المسيحيين الثمن الأعلى في الحروب، ما يضعف بالتالي الوجود المسيحي في لبنان بالطبع». وينبغي في هذا الاطار «التفكير بعيدا عن نظارات 8 و14 آذار». أما الهاجس الثاني فسببه «موجة النزوح السوري التي تحولت الى حالة اصطدامية، لذلك من الضروري دعوة الرئيس اللبناني للجميع الى هيئة حوار وطني والعمل على تأليف حكومة جامعة».
يوافق عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب حكمت ديب، قزي في مطالبته بحكومة جامعة، ففي رأيه «أي جهد يصب في خانة تخفيف الصراع أو تعطيله يفيد المسيحيين». وهنا لا يمكن «لنا أن نقف متفرجين على صراعات باقي اللبنانيين، خصوصا أن الخوف يتزايد يوما بعد يوم من تمدّد التوتر السوري الينا، وما حصل في معلولا زاد من منسوب القلق اللبناني ومن اقتناع المسيحيين بأن التيار التكفيري أصبح خطرا على الجميع». ويهم رئيس بلدية ضهور الشوير السابق ومرشح التيار الوطني الحر عن المقعد الأرثوذكسي في المتن الشمالي الياس بو صعب أن يؤكد على ارتباط «وضع مسيحيي الشرق الأوسط بالوضع السوري، ومن هنا ينبع الخوف على البقاء المسيحي غير المنخرط في التنظيمات المسلحة المتنازعة».
للقيادي في القوات اللبنانية ادي أبي اللمع رأي مختلف لا سيما بعدما ثبت أن «ضعف حضور المسيحيين السياسي هو الذي يضعف وجودهم ويدعوهم للخوف، وعندما يصبح الخوف هاجسا يكون المسيحيون قد انتهوا بالفعل». وعوضا عن «القلق غير المبرر»، ينبغي على المسيحيين «التعامل مع انفسهم كلاعب أساسي في البلد وفرض آرائهم، لأن لا وجود لشيء اسمه أقليات». ماذا عن قلق البعض من تكرار التجربة العراقية في سوريا ولبنان؟ «يتحمل المسيحيون مسؤولية ما جرى في العراق كونهم لم يتمكنوا من لعب دور فاعل بعد أن احتموا بالدكتاتورية التي استعملتهم كشمّاعة». فيما يرى عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو «استحالة تجزيء النأي بالنفس، وعزل طائفتنا عن باقي اللبنانيين». وربما «الخوف الأكبر الذي يعاني منه اللبنانيون اليوم، مسيحيين ومسلمين، ليس التهجير بقدر ما هو القلق من التفجيرات وتدهور الوضع الأمني على أبواب العام المدرسي. يليه النزوح السوري وتأثيره على الوضع الاجتماعي والاستقرار لا سيما أنه لا يمكن للاقتصاد والأمن أن يقسما وفقا لطائفة كل مواطن».
افرام: متروكون لقدرنا والغرب الخبيث يسهّل هجرتنا
«ليس سرا أن عشرات آلاف المسيحيين تركوا سوريا في الأعوام التي سبقت بداية النزاع بين النظام والمجموعات المسلحة، الا أن ما كان يميز العصر السابق حماية الحريات الدينية بشكل مطلق والتمثيل المسيحي الدائم في الحكومة والمجالس النيابية»، يقول رئيس الرابطة السريانية في لبنان حبيب افرام. ذلك لا يلغي أن «مسيحيي سوريا تعاطفوا مع المبادىء الكبيرة للثورات في بداية الحراك الشعبي وانضمام بعضهم، كرئيس كتلة السريان الأشوريين عبد الأحد اسطيفو، الى صفوف المعارضة».
الا أن نيات هؤلاء بدأت تتكشف بعد عسكرة الغرب للمعارضة وبدء موجات الحقد المذهبي على المسيحيين في الحسكة والقامشلي وحلب وحمص وغيرها. سريعا تغلب الطابع الأصولي التكفيري على طابع المعارضة الديمقراطية والمتعطشة للحرية، وعجز الأخيرة عن منع حلفائها من استهداف الكنائس وخطف مطراني الطائفة المسيحية الأكبر في سوريا، وصولا الى أحداث معلولا الأخيرة. كان لا بدّ للمسيحيين القلقين على حياتهم وحياة أبنائهم من الهجرة، بعضهم الى كردستان وبعضهم الآخر الى تركيا إما للسكن المؤقت عند الأقرباء أو للسفر بطريقة غير شرعية الى احدى الدول الأوروبية. كذلك هاجر البعض الى الأردن والآلاف من العائلات السريانية والأشورية والأرمنية الى لبنان للاقامة. بات عقل كل سوري عبارة عن جواز سفر صغير، ولكن في لبنان لا مكان فعلياً لعيش النازحين لا سيما الفقراء منهم، يضيف افرام. أما الدولة اللبنانية «المقصرّة أصلا تجاه شعبها، فلن تتعامل بشكل جدي مع اللاجئين عدا عن تقصيرها مع المسيحيين منهم وعدم اعترافها بتهجيرهم. وفي ما خص الاعانات، «فهي ترسل من الخارج على قاعدة مذهبية، لذلك نعمل في الرابطة السريانية على دعم صمود المسيحيين ومساعدتهم قدر الامكان». وقد قامت الرابطة بالتعاون بوضع مستوصف مار افرام في منطقة البوشرية بتصرف اللاجئين السوريين وهي تتعاون دوريا مع الأمم المتحدة لتسهيل أمورهم. وفيما الغرب «الخبيث يسهل تهجير المسيحيين عبر فتح باب الهجرة وقبول جوازات السفر غير الشرعية، يفقد السوريون شيئا فشيئا ايمانهم بقدرة الدولة على حمايتهم من الخطر الأصولي، فينجذبون الى عروضات الخارج».
لا يمكن هنا لوم مسيحيي سوريا نظرا الى التهديدات اليومية التي يواجهونها، كما حصل مع مطران السريان في الحسكة والقامشلي الذي غادر على وقع التهديد الى النمسا؛ فيما مطرانا حلب مخطوفان، والنائب البطريركي العام للروم الارثوذوكس في سوريا لوقا الخوري غادر الى الولايات المتحدة.
والسؤال هنا: اذا كان رعاة الكنائس خائفين من البقاء في سوريا فكيف الحال بالنسبة للمواطنين؟ أما المسؤولية المطلقة فتقع بدون شك، بحسب افرام، على تركيا وكل من يدعم المعارضة السورية: في العراق هجر أكثر من 600 ألف مسيحي من 2003 حتى الساعة وفي سوريا بلغ الرقم حدود الخمسمئة ألف نازح مسيحي، بعضهم بشكل نهائي وبعضهم الآخر مؤقتا.
من يضمن عدم انتهاء المسيحية في سوريا ولبنان كما هذه البلدان، يسأل رئيس الرابطة السريانية، لا سيما «أننا متروكون لقدرنا. لذلك نرفض أن نغمض أعيننا عن الواقع ونرفض المدافعة عن الذي تعرض لرموزنا وكنائسنا، وموقفنا هذا لا علاقة له بتأييدنا للنظام أو عدمه».
يمكنكم متابعة رولا ابراهيم عبر تويتر | roulaibrahim@
لا يمكن لفنجان قهوة «مدامات الأشرفية» الا أن يحمل هواجس متفجّرة تتخوف من موعد استهداف جلساتها، اليوم، غداً أو بعد غد. كما لا يكف أصحاب الملاهي الليلية في جونية عن الشكوى من قلة الساهرين، والتجار من ضعف حركة السوق.
على المستوى الشعبي، تتدرّج النقاشات على أربعة مستويات: أولها الخوف من انجرار حزب الله وسوريا وايران وروسيا الى حرب كبيرة، ثانيها ازدياد عدد النازحين السوريين وما سببه الأمر من زيادة في أسعار الشقق السكنية، ثالثها اطالة أمد التوتر وما يعنيه ذلك من تمديد للشلل الاقتصادي الذي يطال كل العائلات اللبنانية، ورابعها الهواجس المسيحية من اقتحام أصولية المعارضة السورية منازلها وكنائسها وأراضيها، تماماً كما حصل في منطقة معلولا أخيراً.
هو «الحقد المذهبي غير المسبوق»، يقول رئيس الرابطة السريانية في لبنان حبيب افرام، اذ لا مبرر حقيقي لما حدث أو قيل في معلولا من قتل وتهجير للمسيحيين وتدمير أكبر موقع مسيحي في الشرق. وبناء على ذلك، «ما الذي يمنع من اقتراف جرائم مماثلة لما حدث في دمشق وخطف مطارنة لبنانيين على سبيل المثال أو تفجير كنائسنا؟». الا أن ما يقلق، بحسب افرام، أن «لا أحد مع المسيحيين من الأنظمة أو المعارضات»، لذلك «ليس مفيداً سؤال المسيحيين عن الجهة التي يؤيدون، بل السؤال عمن يؤيد المسيحيين». وهنا لا ينكر افرام المسؤولية التي تقع على المسيحيين الذين «لم يعودوا نضاليين بعد أن أضاعت الأحزاب والكنائس قضيتها، وبات الفكر المسيحي محصورا بالهجرة».
يمكن للسائل في جونية وجل الديب والزلقا، وصولا الى الدورة وبعبدا والأشرفية، عن «النأي بالنفس»، مطابقة الاجابات بجملة واحدة: «الأمن لا يتجزأ، ولا يمكن لفئة أن تصاب من دون أن تتأثر أخرى بشكل أو بآخر». بدوره يرى نائب رئيس حزب الكتائب سجعان قزي أن «المسيحيين لا يعيشون في جزيرة نائية، والقوى التي تستهدف لبنان لن تميز بين منطقة وأخرى. الا أن الخوف المسيحي يتمحور حول أمرين، أولهما الخوف من دفع المسيحيين الثمن الأعلى في الحروب، ما يضعف بالتالي الوجود المسيحي في لبنان بالطبع». وينبغي في هذا الاطار «التفكير بعيدا عن نظارات 8 و14 آذار». أما الهاجس الثاني فسببه «موجة النزوح السوري التي تحولت الى حالة اصطدامية، لذلك من الضروري دعوة الرئيس اللبناني للجميع الى هيئة حوار وطني والعمل على تأليف حكومة جامعة».
يوافق عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب حكمت ديب، قزي في مطالبته بحكومة جامعة، ففي رأيه «أي جهد يصب في خانة تخفيف الصراع أو تعطيله يفيد المسيحيين». وهنا لا يمكن «لنا أن نقف متفرجين على صراعات باقي اللبنانيين، خصوصا أن الخوف يتزايد يوما بعد يوم من تمدّد التوتر السوري الينا، وما حصل في معلولا زاد من منسوب القلق اللبناني ومن اقتناع المسيحيين بأن التيار التكفيري أصبح خطرا على الجميع». ويهم رئيس بلدية ضهور الشوير السابق ومرشح التيار الوطني الحر عن المقعد الأرثوذكسي في المتن الشمالي الياس بو صعب أن يؤكد على ارتباط «وضع مسيحيي الشرق الأوسط بالوضع السوري، ومن هنا ينبع الخوف على البقاء المسيحي غير المنخرط في التنظيمات المسلحة المتنازعة».
للقيادي في القوات اللبنانية ادي أبي اللمع رأي مختلف لا سيما بعدما ثبت أن «ضعف حضور المسيحيين السياسي هو الذي يضعف وجودهم ويدعوهم للخوف، وعندما يصبح الخوف هاجسا يكون المسيحيون قد انتهوا بالفعل». وعوضا عن «القلق غير المبرر»، ينبغي على المسيحيين «التعامل مع انفسهم كلاعب أساسي في البلد وفرض آرائهم، لأن لا وجود لشيء اسمه أقليات». ماذا عن قلق البعض من تكرار التجربة العراقية في سوريا ولبنان؟ «يتحمل المسيحيون مسؤولية ما جرى في العراق كونهم لم يتمكنوا من لعب دور فاعل بعد أن احتموا بالدكتاتورية التي استعملتهم كشمّاعة». فيما يرى عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو «استحالة تجزيء النأي بالنفس، وعزل طائفتنا عن باقي اللبنانيين». وربما «الخوف الأكبر الذي يعاني منه اللبنانيون اليوم، مسيحيين ومسلمين، ليس التهجير بقدر ما هو القلق من التفجيرات وتدهور الوضع الأمني على أبواب العام المدرسي. يليه النزوح السوري وتأثيره على الوضع الاجتماعي والاستقرار لا سيما أنه لا يمكن للاقتصاد والأمن أن يقسما وفقا لطائفة كل مواطن».
افرام: متروكون لقدرنا والغرب الخبيث يسهّل هجرتنا
«ليس سرا أن عشرات آلاف المسيحيين تركوا سوريا في الأعوام التي سبقت بداية النزاع بين النظام والمجموعات المسلحة، الا أن ما كان يميز العصر السابق حماية الحريات الدينية بشكل مطلق والتمثيل المسيحي الدائم في الحكومة والمجالس النيابية»، يقول رئيس الرابطة السريانية في لبنان حبيب افرام. ذلك لا يلغي أن «مسيحيي سوريا تعاطفوا مع المبادىء الكبيرة للثورات في بداية الحراك الشعبي وانضمام بعضهم، كرئيس كتلة السريان الأشوريين عبد الأحد اسطيفو، الى صفوف المعارضة».
الا أن نيات هؤلاء بدأت تتكشف بعد عسكرة الغرب للمعارضة وبدء موجات الحقد المذهبي على المسيحيين في الحسكة والقامشلي وحلب وحمص وغيرها. سريعا تغلب الطابع الأصولي التكفيري على طابع المعارضة الديمقراطية والمتعطشة للحرية، وعجز الأخيرة عن منع حلفائها من استهداف الكنائس وخطف مطراني الطائفة المسيحية الأكبر في سوريا، وصولا الى أحداث معلولا الأخيرة. كان لا بدّ للمسيحيين القلقين على حياتهم وحياة أبنائهم من الهجرة، بعضهم الى كردستان وبعضهم الآخر الى تركيا إما للسكن المؤقت عند الأقرباء أو للسفر بطريقة غير شرعية الى احدى الدول الأوروبية. كذلك هاجر البعض الى الأردن والآلاف من العائلات السريانية والأشورية والأرمنية الى لبنان للاقامة. بات عقل كل سوري عبارة عن جواز سفر صغير، ولكن في لبنان لا مكان فعلياً لعيش النازحين لا سيما الفقراء منهم، يضيف افرام. أما الدولة اللبنانية «المقصرّة أصلا تجاه شعبها، فلن تتعامل بشكل جدي مع اللاجئين عدا عن تقصيرها مع المسيحيين منهم وعدم اعترافها بتهجيرهم. وفي ما خص الاعانات، «فهي ترسل من الخارج على قاعدة مذهبية، لذلك نعمل في الرابطة السريانية على دعم صمود المسيحيين ومساعدتهم قدر الامكان». وقد قامت الرابطة بالتعاون بوضع مستوصف مار افرام في منطقة البوشرية بتصرف اللاجئين السوريين وهي تتعاون دوريا مع الأمم المتحدة لتسهيل أمورهم. وفيما الغرب «الخبيث يسهل تهجير المسيحيين عبر فتح باب الهجرة وقبول جوازات السفر غير الشرعية، يفقد السوريون شيئا فشيئا ايمانهم بقدرة الدولة على حمايتهم من الخطر الأصولي، فينجذبون الى عروضات الخارج».
لا يمكن هنا لوم مسيحيي سوريا نظرا الى التهديدات اليومية التي يواجهونها، كما حصل مع مطران السريان في الحسكة والقامشلي الذي غادر على وقع التهديد الى النمسا؛ فيما مطرانا حلب مخطوفان، والنائب البطريركي العام للروم الارثوذوكس في سوريا لوقا الخوري غادر الى الولايات المتحدة.
والسؤال هنا: اذا كان رعاة الكنائس خائفين من البقاء في سوريا فكيف الحال بالنسبة للمواطنين؟ أما المسؤولية المطلقة فتقع بدون شك، بحسب افرام، على تركيا وكل من يدعم المعارضة السورية: في العراق هجر أكثر من 600 ألف مسيحي من 2003 حتى الساعة وفي سوريا بلغ الرقم حدود الخمسمئة ألف نازح مسيحي، بعضهم بشكل نهائي وبعضهم الآخر مؤقتا.
من يضمن عدم انتهاء المسيحية في سوريا ولبنان كما هذه البلدان، يسأل رئيس الرابطة السريانية، لا سيما «أننا متروكون لقدرنا. لذلك نرفض أن نغمض أعيننا عن الواقع ونرفض المدافعة عن الذي تعرض لرموزنا وكنائسنا، وموقفنا هذا لا علاقة له بتأييدنا للنظام أو عدمه».
يمكنكم متابعة رولا ابراهيم عبر تويتر | roulaibrahim@