تلامذة في الميناء بلا مقاعد
مناسبة | عندما دخل مدير مدرسة النهضة الرسمية للبنين بدر الدين فلاح مدرسته للمرة الأولى معلّماً فيها، كان في الميناء 4 مدارس رسمية للصبيان. اليوم، يقف فلاح على أبواب التقاعد ولا يزال عدد المدارس على حاله، على الرغم من أن عدد سكان الميناء ارتفع خلال هذه الفترة من 15 ألف نسمة إلى 115 ألفاً!
يشكو فلاح من تقاعس الجهات التربوية الرسمية المعنية في تلبية احتياجات أهالي الميناء، ما جعل أزمة المدرسة الرسمية فيها تتفاعل، إلى حدّ بات حصول التلميذ على مقعد في إحدى مدارس الميناء الرسمية حلماً لا يتحقق بسهولة.
لا تتسع القاعات الثماني في مدرسة النهضة الموزعة على طبقتين لأكثر من 300 تلميذ، إذا أراد الأستاذ أن يعطي فعلاً صفاً نموذجياً يضمن معه توفير نوعية تعليم مقبولة. لكن ازداد عدد تلامذة المدرسة في الأعوام الأخيرة، ووصل في العام الماضي إلى 474 تلميذاً، والعدد مرشح لتجاوز هذا الرقم في السنة الحالية، ما جعل المدرسة غير قادرة على استيعاب المزيد.
الإدارة ترفض حالياً تسجيل تلامذة إضافيين، ما أدى إلى ردود فعل، منها أن أمهات بكين على أبواب المدرسة لأنهن لم يعثرن على مقاعد لأبنائهن، وقد دفع الانزعاج من هذا الواقع بعض الآباء إلى شتم إدارة المدرسة ووزارة التربية والدولة!
يشرح فلاح كيف أنّ غرف المدرسة الصغيرة «تجبرنا على وضع 3 تلامذة على مقعد دراسي واحد»، مشيراً إلى «أننا اقتطعنا من الملعب الشتوي وحوّلناه إلى غرفة». لا تتردد المدرسة في استعمال إحدى القاعات لأغراض عدة؛ فهي في الوقت نفسه مكتبة وقاعة المعلمين، ويتدرب فيها التلامذة على استخدام اللوح الذكي.
شهر أيلول بات «كابوساً» بالنسبة إلى فلاح. يبدو مستاءً لعدم تلبية مطالب الأهالي، فيعودون أدراجهم خائبين. يكشف أننا «لم نستطع توفير مقعد لابن أحد المواطنين الذي يبعد منزله عن المدرسة نحو 150 متراً».
يزعج المدير أن يكون عدد الراضين أقل بكثير من عدد الممتعضين، علماً بأنّ مدرسة النهضة «على علاتها» تقدم ـ كما يقول ـ مستوى تعليمياً جيداً؛ إذ تلامس نسبة النجاح في امتحانات الشهادة المتوسطة (البريفيه) الـ70 %. هنا لا يخفي فلاح أنّ اكتظاظ العدد ساهم في تراجع النسبة في السنتين الأخيرتين لتصل إلى حدود 50%.
لا تتوقف مصاعب مدرسة النهضة ومتاعبها عند هذا الحدّ؛ فالملعب الصيفي لا يتسع لـ500 تلميذ، لافتاً إلى ارتفاع حوادث الكسور في اليد أو الرجل بين التلاميذ في أثناء اللعب. يسرد فلاح حادثة وقعت معه قبل سنوات، عندما جاءه وفد تربوي فرنسي لتفقد المدرسة، وقد تزامنت الزيارة مع وقت الفرصة للتلامذة، وعندما شاهدهم أحد أعضاء الوفد كيف يلعبون بعنف، قال: «إن كل تلميذ منهم يحتاج إلى خفير معه!».
يطالب الرجل بانتقال التلامذة إلى المبنى الجديد للمدرسة، الذي لا يبعد أكثر من 100 متر، ويتسع لـ 100 تلميذ إضافي، وقد شيّد فوق أرض تابعة لوزارة الزراعة، تنازلت عنها لوزارة التربية لهذا الغرض، في عهد الوزير سليمان فرنجية.
يلفت فلاح إلى أن مهنية الميناء والمدرسة الفندقية اللتين بدأ العمل ببنائهما في التوقيت نفسه مع مدرسة النهضة، سُلّمتا منذ سنتين والطلاب يداومون فيهما، ولا يعرف الأسباب التي تأخر بموجبها تسليم المبنى الذي لا ينقصه سوى التشطيب لجهة تركيب الألومينيوم والدهان. ويشير إلى أننا «تلقينا وعداً بتسليمها هذا العام، لكنه بقي حبراً على ورق».
وإلى شكاوى فلاح، يطرح حجّاب المدرسة شكوى أخرى: «منذ 30 سنة نعمل في المدرسة بلا تثبيت أو ضمان صحي، وحقوقنا المهدورة لا نجد من يعطينا إياها».
يشكو فلاح من تقاعس الجهات التربوية الرسمية المعنية في تلبية احتياجات أهالي الميناء، ما جعل أزمة المدرسة الرسمية فيها تتفاعل، إلى حدّ بات حصول التلميذ على مقعد في إحدى مدارس الميناء الرسمية حلماً لا يتحقق بسهولة.
لا تتسع القاعات الثماني في مدرسة النهضة الموزعة على طبقتين لأكثر من 300 تلميذ، إذا أراد الأستاذ أن يعطي فعلاً صفاً نموذجياً يضمن معه توفير نوعية تعليم مقبولة. لكن ازداد عدد تلامذة المدرسة في الأعوام الأخيرة، ووصل في العام الماضي إلى 474 تلميذاً، والعدد مرشح لتجاوز هذا الرقم في السنة الحالية، ما جعل المدرسة غير قادرة على استيعاب المزيد.
الإدارة ترفض حالياً تسجيل تلامذة إضافيين، ما أدى إلى ردود فعل، منها أن أمهات بكين على أبواب المدرسة لأنهن لم يعثرن على مقاعد لأبنائهن، وقد دفع الانزعاج من هذا الواقع بعض الآباء إلى شتم إدارة المدرسة ووزارة التربية والدولة!
يشرح فلاح كيف أنّ غرف المدرسة الصغيرة «تجبرنا على وضع 3 تلامذة على مقعد دراسي واحد»، مشيراً إلى «أننا اقتطعنا من الملعب الشتوي وحوّلناه إلى غرفة». لا تتردد المدرسة في استعمال إحدى القاعات لأغراض عدة؛ فهي في الوقت نفسه مكتبة وقاعة المعلمين، ويتدرب فيها التلامذة على استخدام اللوح الذكي.
شهر أيلول بات «كابوساً» بالنسبة إلى فلاح. يبدو مستاءً لعدم تلبية مطالب الأهالي، فيعودون أدراجهم خائبين. يكشف أننا «لم نستطع توفير مقعد لابن أحد المواطنين الذي يبعد منزله عن المدرسة نحو 150 متراً».
يزعج المدير أن يكون عدد الراضين أقل بكثير من عدد الممتعضين، علماً بأنّ مدرسة النهضة «على علاتها» تقدم ـ كما يقول ـ مستوى تعليمياً جيداً؛ إذ تلامس نسبة النجاح في امتحانات الشهادة المتوسطة (البريفيه) الـ70 %. هنا لا يخفي فلاح أنّ اكتظاظ العدد ساهم في تراجع النسبة في السنتين الأخيرتين لتصل إلى حدود 50%.
لا تتوقف مصاعب مدرسة النهضة ومتاعبها عند هذا الحدّ؛ فالملعب الصيفي لا يتسع لـ500 تلميذ، لافتاً إلى ارتفاع حوادث الكسور في اليد أو الرجل بين التلاميذ في أثناء اللعب. يسرد فلاح حادثة وقعت معه قبل سنوات، عندما جاءه وفد تربوي فرنسي لتفقد المدرسة، وقد تزامنت الزيارة مع وقت الفرصة للتلامذة، وعندما شاهدهم أحد أعضاء الوفد كيف يلعبون بعنف، قال: «إن كل تلميذ منهم يحتاج إلى خفير معه!».
يطالب الرجل بانتقال التلامذة إلى المبنى الجديد للمدرسة، الذي لا يبعد أكثر من 100 متر، ويتسع لـ 100 تلميذ إضافي، وقد شيّد فوق أرض تابعة لوزارة الزراعة، تنازلت عنها لوزارة التربية لهذا الغرض، في عهد الوزير سليمان فرنجية.
يلفت فلاح إلى أن مهنية الميناء والمدرسة الفندقية اللتين بدأ العمل ببنائهما في التوقيت نفسه مع مدرسة النهضة، سُلّمتا منذ سنتين والطلاب يداومون فيهما، ولا يعرف الأسباب التي تأخر بموجبها تسليم المبنى الذي لا ينقصه سوى التشطيب لجهة تركيب الألومينيوم والدهان. ويشير إلى أننا «تلقينا وعداً بتسليمها هذا العام، لكنه بقي حبراً على ورق».
وإلى شكاوى فلاح، يطرح حجّاب المدرسة شكوى أخرى: «منذ 30 سنة نعمل في المدرسة بلا تثبيت أو ضمان صحي، وحقوقنا المهدورة لا نجد من يعطينا إياها».